خبير اقتصادي يُحذر:المغرب على حافة الانهيار المالي بسبب "وهم" الدولة الاجتماعية ومصاريف المونديال

خبير اقتصادي يُحذر:المغرب على حافة الانهيار المالي بسبب "وهم" الدولة الاجتماعية ومصاريف المونديال
اقتصاد / السبت 21 يونيو 2025 - 21:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي

في نقد لاذع وصادم، عبّر المهدي لحلو، الخبير الاقتصادي والأستاذ بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، عن قلقه العميق من تزايد الخطاب الرسمي حول "الدولة الاجتماعية" في المغرب، خاصة بعد انتخابات 2021، متسائلًا إن كانت الدولة لم تكن اجتماعية قبل ذلك، أم أن الخطاب الجديد مجرد شعار سياسي يُخفي واقعًا اقتصاديًا صعبًا يزداد سوءًا.

وهم الدولة الاجتماعية وواقع مرير يتجاهله المسؤولون

لحلو، الذي كان يتحدث خلال ندوة فكرية نظمتها “فدرالية اليسار” يوم السبت 21 يونيو الجاري، ذهب أبعد من ذلك حين وصف النموذج التنموي الجديد بـ"الميت عند الولادة"، مؤكدًا أن الأرقام التي بُشِّر بها في التقرير، خاصة المتعلقة بمعدل نمو سنوي يبلغ 6%، لم تكن سوى وعود جوفاء، سرعان ما انهارت أمام واقع اقتصادي متعثر ومعيشة يومية تزداد ضيقًا.

وأضاف أن هذا النموذج ليس سوى تكرار حرفي تقريبًا لما سبق أن ورد في تقرير لجنة الخمسينية قبل سنوات.

حكومة رجال الأعمال ومصالح خاصة تتقدم على الصالح العام

ولم يخفِ لحلو استغرابه من التناقض الصارخ بين الشعارات التي ترفعها الحكومة الحالية والواقع الذي يجسده مكونها البشري.

إذ تساءل كيف يمكن لرئيس حكومة يرأس في الوقت نفسه إدارة شركة محروقات كبرى، ومحاط بوزراء يملكون شركات ومصالح اقتصادية خاصة، أن يدافع عن مبادئ الدولة الاجتماعية؟ وهل هؤلاء المسؤولون يعملون لصالح الوطن أم لصالح منظوماتهم الاقتصادية الخاصة؟

لحلو اعتبر أن الدولة الاجتماعية الحقيقية ليست شعارًا سياسيا، بل منظومة تضمن الحد الأدنى من العيش الكريم، وعلى رأس ذلك القدرة الشرائية والخدمات الأساسية، خاصة الصحة والتعليم.

غير أن ما تحقق منذ اعتماد ما يسمى بالنموذج التنموي، بحسب رأيه، هو العكس تمامًا: فقد تراجعت نسبة النمو، وارتفعت البطالة والتضخم، وسُجّل تدهور ملموس في القدرة الشرائية للمواطن المغربي.

إنفاق رياضي ضخم في ظل أزمة اقتصادية خانقة

وفي ما يشبه الإنذار، عبّر لحلو عن مخاوفه من التكاليف الباهظة التي سيرتّبها تنظيم المغرب لكأس العالم 2030، في ظل وضعية اقتصادية غير مستقرة.

فقد قدّر أن نفقات المشاريع المرتبطة بهذا الحدث الكروي العالمي قد تتجاوز 450 مليار درهم، معتبرًا أن البلاد قد تواجه خطر السقوط في دوامة مديونية وأزمة مالية شبيهة بما حدث لليونان بعد أولمبياد 2004، أو البرازيل بعد مونديال 2014.

وأكد أن المغاربة لا يعرفون شيئًا عن مصادر تمويل هذه المشاريع الكبرى، ولا عن تداعياتها بعد انتهاء البطولة، محذرًا من أن البلاد قد تجد نفسها أمام بنية تحتية ضخمة بلا وظيفة ولا مردودية، بينما تتفاقم الإشكاليات الاجتماعية والاقتصادية.

الدولة في حاجة إلى مراجعة الأولويات

في ختام مداخلته، شدد لحلو على أن المغرب يعيش مفارقة خطيرة: حكومة تتحدث عن العدالة الاجتماعية بينما تُمعن في رفع الأسعار، ونموذج تنموي يتحدث عن الرفاه بينما يسجل الاقتصاد ركودًا، واستثمارات ضخمة في الرياضة مقابل تقشف في التعليم والصحة.

الرسالة كانت واضحة: لا تنمية حقيقية بدون إعادة ترتيب الأولويات، ولا دولة اجتماعية بدون سياسات اجتماعية فعلية تنعكس على حياة المواطنين، بعيدًا عن الشعارات البراقة التي لا تُقنع ولا تُطعم.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك