صعود مغربي في تصنيف فوربس العالمي والتجاري وفا بنك والبنك الشعبي ضمن قائمة "Global 2000" لسنة 2025

صعود مغربي في تصنيف فوربس العالمي والتجاري وفا بنك والبنك الشعبي ضمن قائمة "Global 2000" لسنة 2025
اقتصاد / الأحد 15 يونيو 2025 - 01:54 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الربان

في خطوة تُعدّ تتويجاً للمكانة المتقدمة التي بات يحتلها القطاع المالي المغربي، تمكّن كل من التجاري وفا بنك والبنك المركزي الشعبي من دخول تصنيف "Forbes Global 2000" لأكبر الشركات العالمية لسنة 2025.

ويُعدّ هذا الإدراج إنجازاً غير مسبوق يعكس متانة المؤسسات البنكية المغربية، وقدرتها على التنافس عالمياً في بيئة مالية شديدة التعقيد.

 ما هو تصنيف "فوربس غلوبال 2000"؟

تصنيف "Global 2000" الذي تنشره مجلة فوربس الأمريكية سنوياً، يُعد أحد أبرز المؤشرات الدولية التي تُقيم أداء الشركات الكبرى على الصعيد العالمي. ويعتمد التصنيف على أربعة مؤشرات رئيسية:

الإيرادات

الأرباح الصافية

الأصول

القيمة السوقية

ويشمل هذا الترتيب 2000 شركة هي الأضخم والأكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي، عبر مختلف القطاعات، من التمويل إلى التكنولوجيا، ومن الطاقة إلى الصناعة.

 التجاري وفا بنك: حضور إفريقي وعالمي متنامٍ

التجاري وفا بنك، الذي يُعدّ أكبر مجموعة مصرفية في المغرب، عزّز مكانته الإقليمية والدولية عبر سياسة توسع مدروسة. ويتواجد البنك في أكثر من 25 دولة، منها 15 دولة إفريقية، ما يجعله من أبرز الفاعلين في تعزيز التكامل المالي بين بلدان الجنوب.

وقد ساهم الأداء المالي القوي للمجموعة خلال السنوات الأخيرة في تعزيز مركزها، حيث سجلت نمواً ملموساً في الأرباح والإيرادات، إلى جانب توسيع شبكتها الرقمية وخدماتها البنكية الموجهة للأفراد والمقاولات.

 البنك المركزي الشعبي: استراتيجية توسع مستدام

من جهته، استطاع البنك المركزي الشعبي أن يفرض اسمه بقوة على الصعيدين الوطني والإفريقي، بفضل دينامية توسعية واعتماد نماذج مبتكرة في التمويل والاستثمار. وتتمتع المجموعة بحضور واسع في القارة الإفريقية، خصوصاً في غرب ووسط إفريقيا، حيث تُركز على تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والبنيات التحتية، والاقتصاد الأخضر.

ويمتاز البنك بقوة أصوله المالية وتنوع خدماته، مما أهله لتحقيق نتائج مالية إيجابية في السنوات الأخيرة، برغم التحديات الاقتصادية التي شهدها العالم، خصوصاً بعد جائحة كوفيد-19 وأزمات سلاسل التوريد.

 ماذا يعني هذا الإدراج للمغرب؟

انضمام بنكين مغربيين إلى قائمة فوربس العالمية يمثل اعترافاً دولياً بمكانة المغرب كمركز مالي إقليمي، ويعزز من صورة المملكة لدى المستثمرين الأجانب والأسواق المالية العالمية. كما يؤكد سلامة الإصلاحات البنيوية التي عرفها القطاع المالي المغربي خلال العقود الأخيرة، تحت إشراف بنك المغرب ومؤسسات الرقابة المصرفية.

هذا الإنجاز يعكس أيضاً نجاح سياسة الانفتاح الاقتصادي والتكامل الإفريقي التي ينتهجها المغرب، حيث أصبحت المصارف المغربية أذرعاً مالية قوية للدبلوماسية الاقتصادية للبلاد.

 آفاق مستقبلية واعدة

يتوقع خبراء المال والأعمال أن يُسهم هذا التقدير الدولي في تعزيز ثقة المستثمرين الدوليين في النظام البنكي المغربي، وفتح الباب أمام فرص شراكات وتمويلات كبرى. كما قد يُسرع من إدراج مؤسسات بنكية مغربية أخرى ضمن التصنيفات الدولية مستقبلاً.

ومع توجه البنوك المغربية نحو الرقمنة، والتمويل الأخضر، والشمول المالي، فإن التحدي المقبل يتمثل في الحفاظ على هذا التموقع وتعزيزه، عبر تطوير المنتجات، وتوسيع الأسواق، والتحول نحو نماذج بنكية أكثر استدامة.

خلاصة القول، فإدراج التجاري وفا بنك والبنك المركزي الشعبي في قائمة "Forbes Global 2000" لسنة 2025 ليس مجرد تصنيف رمزي، بل هو شهادة دولية على قوة ومصداقية القطاع البنكي المغربي. وهو كذلك رسالة واضحة بأن المغرب بات رقماً صعباً في المنظومة المالية الدولية، وقادراً على تصدير النماذج الناجحة إلى عمق القارة الإفريقية وخارجها.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك