عفو ملكي ورسائل رمزية في عيد أضحى استثنائي بتطوان

عفو ملكي ورسائل رمزية في عيد أضحى استثنائي بتطوان
اقتصاد / السبت 07 يونيو 2025 - 19:21 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الربان

في مشهد اتّسم بالوقار والرمزية، أدى الملك محمد السادس، صبيحة يوم السبت 7 يونيو 2025، الموافق لـ10 ذي الحجة 1446 هـ، صلاة عيد الأضحى بمسجد الحسن الثاني بمدينة تطوان، وسط أجواء روحانية خاشعة، ومتابعة كبيرة من المواطنين المغاربة الذين تابعوا المناسبة عبر البث الرسمي.
وعقب الصلاة، تقدّم رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية المعتمدون بالمملكة لتهنئة الملك محمد السادس بالعيد وتقديم تحياتهم باسمه واسم بلدانهم، في خطوة تجسّد عمق الاحترام الذي يحظى به المغرب داخل الساحة الدبلوماسية الإسلامية، خاصة في المناسبات الدينية التي تجمع بين البعد الروحي والبُعد السياسي والدبلوماسي.
وعلى غير العادة، جاءت هذه المناسبة مصحوبة بقرار ملكي يحمل دلالات إنسانية وأبعاداً سياسية وأمنية، تمثّل في إصدار عفو شامل عن 1526 شخصاً بمناسبة حلول عيد الأضحى. هذا العفو الملكي لم يكن عادياً في مضامينه، إذ شمل 1305 سجناء داخل المؤسسات السجنية، و206 أشخاص في حالة سراح، إلى جانب 15 شخصاً أدينوا سابقاً في قضايا تتعلق بالإرهاب والتطرف العنيف.
ووفقاً لبلاغ صادر عن وزارة العدل، فإن العفو عن هؤلاء المدانين في قضايا الإرهاب لم يكن اعتباطياً، بل جاء بعد أن أبدوا "مراجعة فكرية صادقة"، وأعلنوا تشبّثهم بثوابت الأمة ومقدساتها، وتخلّيهم التام عن مسارات الغلو والتشدد، وهو ما يُعتبر دعماً لاستراتيجية الدولة المغربية في محاربة التطرف عبر منهج "المصالحة وإعادة الإدماج"، لا سيما من خلال برنامج "مصالحة" داخل المؤسسات السجنية.
ويحمل هذا العفو الملكي في طياته عدة رسائل، أولها التأكيد على سمو قيم التسامح والعفو في الإسلام، وثانيها إبراز التزام الدولة المغربية بمقاربة شاملة في التعامل مع التحديات الأمنية، لا تقتصر فقط على الردع، بل تشمل أيضاً إعادة التأهيل الفكري والنفسي. كما يعكس العفو الملكي حرص المؤسسة الملكية على ربط المناسبات الدينية الكبرى بمبادرات تترك أثراً ملموساً في حياة الأفراد والمجتمع.
وعلى الرغم من أن هذه المناسبة جاءت في ظل ظرفية اقتصادية واجتماعية صعبة تمرّ بها البلاد، إلا أن الجانب الرمزي والسياسي للحدث، خاصة عبر العفو الملوكي، أضفى نوعاً من الأمل في المشهد العام، وربط أجواء العيد بقيم التضامن، والتوبة، والتجديد.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك