أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"
وباقي التطبيقات بالشبكة العنكبوتية، صورة لرئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان "أمينة
بوعياش" وهي تسير تحت المطر منشغلة بمكالمة هاتفية بينما يسير إلى جانبها رجل
(موظف) يحمل مظلة تقيها البلل، صورة بسيطة في شكلها لكنها سرعان ما تحولت إلى مادة
للنقاش والتأويل داخل الفضاء الرقمي.
هذا المشهد أثار حفيظة عدد من
الحقوقيات والحقوقيين الذين رأوا في الصورة مظهرا من مظاهر البيروقراطية والأبهة
الفارغة التي لا جدوى منها أمام إنجازات بوعياش المعدومة، معتبرين أنها تعكس مسافة
رمزية بين الخطاب الحقوقي المعلن والممارسة اليومية، في وقت يفترض فيه أن يجسد
الفاعل الحقوقي قيم التواضع والقرب من معاناة المواطنين، عن طريق السلوكيات أولا
وقبل كل شيء.
منتقدو الصورة اعتبروا أن رئاسة مؤسسة
تعنى بحقوق الإنسان تفرض قدرا عاليا من الحساسية تجاه الرمزية والصورة العامة،
خاصة وأن من بين واجبات المجلس الاصطفاف إلى جانب الفقراء والدفاع عن حقوقهم
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية...، بعيدا عن كل ما قد يوحي بالامتياز أو
التعالي.
ومن جهة أخرى، انتشرت تعليقات ساخرة
مرافقة للصورة، كان أبرزها تداول عبارة "حقوق الإنسان تحت المظلة شخصيا اللهم
لا حسد"، في تعبير لاذع عن شعور عام يرى في الصورة اختزالا لانتقادات أعمق
موجهة إلى أداء المؤسسات الحقوقية وحدود انسجامها مع القيم التي ترفعها في خطابها
الرسمي (في الحلقة الحقوقية).
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك