أنتلجنسيا المغرب:ياسر اروين
في سابقة غير مألوفة في تاريخ المغرب الحديث، خرج وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بتصريحات ثقيلة، تُلمّح إلى وجود تدخل خارجي محتمل في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
الخطوة اعتبرها مجموعة من المحللين استثنائية، توقيتها غير بريء، والأسئلة التي فجّرها أكبر من الجواب الذي قدّمه.
فهل يتحرك الرجل بناءً على معطيات استخباراتية حقيقية؟ أم أن البلاد تُهيّأ لدخول مرحلة سياسية تُستخدم فيها “الخطر الخارجي” كذريعة لإحكام القبضة على كل تفاصيل العملية الانتخابية؟
تهديد خارجي أم تهديد داخلي يتم تصديره للخارج؟
العالم يعيش اليوم على وقع 151 عملية تدخل أجنبي في الانتخابات عبر الاختراق، التلاعب، الذباب الإلكتروني وحملات الدعاية السوداء.
والمغرب بدوره لم يكن في منأى عن هذه الحرب الرقمية، كما يشير خبراء أمنيون.
لكن سؤالاً جوهرياً يقفز للواجهة:من هي الجهة الخارجية التي يلمّح إليها لفتيت دون أن يجرؤ على تسميتها؟
وهل نتحدث عن دول أوروبية غاضبة من سياسات الرباط؟ أم لوبيات شرق أوسطية؟ أم شبكات رقمية تستهدف منصات “جيل زِد”؟
هنا،الغموض المقصود يفتح الباب لكل الاحتمالات وكل التأويلات
هل انتخابات 2026 مهدّدة رقمياً؟
في ظل هذا الجو المشحون، تبرز أسئلة مقلقة من قبيل:
هل نخوض أول انتخابات مغربية تحت تهديد سيبراني فعلي؟
هل المستهدف هو الرأي العام الرقمي الذي أصبح يصنع مزاجاً سياسياً جديداً خارج سيطرة الدولة؟
أم أن الهدف الحقيقي هو تحصين الآلة الانتخابية الرسمية من أي مفاجآت؟
ما هو مؤكد أن المغرب يعيش لحظة انتقالية، حيث الصندوق الانتخابي لم يعد يتحكم فيه الحقل السياسي فقط، بل خوارزميات الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل التي لا تعترف بالحدود.
قوانين انتخابية جديدة حماية للدولة أم توسع لسلطات الداخلية؟
التخوف الأبرز الذي يتداوله مراقبون هو أن تكون هذه التصريحات مقدمة لاعتماد قوانين انتخابية تُحصّن الدولة، لكنها في الواقع قد تُستخدم لـ:
مراقبة أقوى للمحتوى الرقمي
تضييق أكبر على الحملات السياسية خارج القنوات التقليدية
منح وزارة الداخلية سلطة مطلقة على كل ما يجري قبل الاقتراع وبعده
وهنا يثور السؤال الجوهري، هل نواجه خطراً خارجياً فعلاً أم أننا أمام معركة داخلية تُخاض تحت لافتة الأمن السيبراني؟
بانتظار كشف الحقيقة، يبقى الواضح أن انتخابات 2026 لن تكون شبيهة بأي انتخابات سبقتها، وأن المغرب دخل رسمياً زمن السياسة الرقمية التي تنتصر فيها القوة المعلوماتية قبل صناديق الاقتراع.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك