دعم الصحافة بالمغرب..الكعكة التي تسيطر عليها اللوبيات وتتحكم بها في المشهد الإعلامي

أنتلجنسيا المغرب:ياسر اروين

كشف تقرير حول دعم الصحافة والإعلام، أن الدولة المغربية خصصت 26,5 مليار سنتيم خلال السنة الحالية، تشمل الضرائب والأجور، وتستفيد منها 153 مقاولة فقط.

وتوقع أن يصل الدعم إلى 27,7 مليار سنتيم سنة 2026، بعدما كان 20,5 مليار سنة 2020 و5,5 مليار فقط سنة 2019.

هذه الأرقام توضح حجم الكعكة المالية الضخمة التي تُوزع على نخبة محدودة، ما يجعلها أداة ضغط على وسائل الإعلام ويُضعف استقلاليتها.

أزمة بعد كوفيد والحرية مهددة

يُعتبر هذا الدعم، وفق مراقبين، أصل كل المشاكل التي ظهرت بعد جائحة كوفيد، حيث صارت أغلب وسائل الإعلام تعتمد على الدعم العمومي للبقاء، ما يقلص هامش حرية التعبير والرأي ويحوّل المشهد الإعلامي إلى بيئة خاضعة للسلطة.

مصداقية الصحافة في مهب الريح

الهيمنة المالية للدولة على الإعلام تهدد مصداقية المؤسسات الصحافية، وتحوّل دورها من رقيب على السلطة إلى أداة للدعاية والتحكم، بينما يتراجع دور الصحافة المستقلة في كشف الحقائق ومساءلة المسؤولين.

وتظل الكعكة الضخمة، كما يقول الخبراء، سببا في تحكم نخبة محددة بالمشهد الإعلامي، بما يضعف الحوار الديمقراطي ويقوّض الثقة بين المواطنين ووسائل الإعلام.

دعوة للإصلاح الجذري

يؤكد المراقبون على ضرورة مراجعة آليات الدعم، وربط التمويل بالشروط المهنية والموضوعية، وإيجاد آليات حماية للصحافة المستقلة، لضمان حرية التعبير وتعزيز مصداقية الإعلام.

وإلا فإن الوضع سيستمر في تعزيز تبعية المؤسسات الصحافية للسلطة وتقليص دورها الرقابي.