
أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
في مدينة بلباو الإسبانية، تفجرت قضية مثيرة للجدل بعد تداول
مقاطع فيديو تتحدث عن نشاط خطير يرتبط بالاتجار بالبشر، حيث ظهر أن مجموعة من
المهاجرين القادمين من دول الساحل يملكون أكواخًا سرية ويتحكمون في شبكات تستغل
فتيات من أصول مغربية في أنشطة مشبوهة. القضية خلقت حالة من الصدمة، خاصة مع ما
حملته من تفاصيل صادمة حول حجم المعاناة والاستغلال.
المقاطع المتداولة أشارت إلى أن هؤلاء الأشخاص يقومون بجمع ما
بين خمس إلى ست فتيات، ويجعلون منهن أشبه بالجواري، محتجزات في ظروف قاسية داخل
غابات وبوادي ضواحي بلباو، حيث يجري استغلالهن مقابل مبالغ مالية زهيدة لا تتعدى
أربعين أورو لليلة الواحدة. هذه الأنباء أثارت نقاشًا واسعًا حول غياب المراقبة
وضعف التدخل الأمني في مثل هذه القضايا الخطيرة.
الخطير في الموضوع أن مصادر محلية نقلت عن صفحات فيسبوكية أن
أكثر من تسعين في المئة من حالات الإجهاض المسجلة تخص مغربيات في إسبانيا، ما يفتح
الباب أمام فرضيات مرعبة حول حجم الاستغلال الذي تتعرض له هؤلاء الفتيات. ورغم
خطورة هذه الأرقام، إلا أن غياب تأكيد رسمي يجعل الأمر عالقًا بين الشائعة
والحقيقة المؤلمة.
الملف لم يعد مجرد قضية اجتماعية، بل صار موضوعًا يستدعي تدخلاً
عاجلاً من الهيئات الحقوقية والجمعيات الدولية للتحقق من صحة هذه الادعاءات،
والعمل على تحرير الضحايا المحتملات من براثن شبكات تسيء للكرامة الإنسانية وتستغل
هشاشة المهاجرات في بلد أوروبي من المفترض أن يحمي حقوق الإنسان.
ورغم انتشار الفيديو، فإن
الجدل قائم بين من يعتبر الأمر حقيقة يجب مواجهتها، وبين من يراه مجرد فبركة
إعلامية لتشويه صورة الجاليات. لكن المؤكد أن حجم الصدمة يتطلب يقظة جدية وتحقيقًا
معمقًا من الجهات المعنية قبل أن يتحول الصمت إلى تواطؤ غير مباشر مع مافيات لا
ترحم.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك