حجاج الصين يصنعون الحدث في السعودية... صمتٌ أنظف من خطب الوعظ

أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي/م.كندا

في مشهد غير مألوف التقطته عدسات أحد المارة وانتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر عدد من الحجاج الصينيين وهم يشاركون بهدوء في حملة نظافة شوارع المدينة، التي قصدوا إليها لتأدية مناسك الحج. لم يكن في الأمر صراخ ولا بهرجة إعلامية ولا حتى شعارات… فقط صمت، وأيادٍ منهمكة تزيل القاذورات، في مشهد اختلط فيه الإيمان بالسلوك الحضاري.

ردود الفعل في العالم الافتراضي لم تتأخر، إذ عبّر الآلاف عن إعجابهم بهذا التصرف الذي اختصر معنى الإحسان في أبهى صوره. فهؤلاء الحجاج، الذين لم يأتوا بخطب ولا بمكبرات، جسّدوا سلوكًا راقيا ينبض بالمسؤولية والانضباط، عكسوا من خلاله ثقافة راسخة في وعيهم، حيث تُزرع قيم النظافة في الطفولة قبل أن تُلقّن شعارات الإيمان.

المفارقة التي فجّرت النقاشات على منصات التواصل، أن هذا التصرف البسيط والنبيل جاء من زوار بلد يُعد مهد الإسلام، بينما لا زالت بعض شوارعه تعاني من آثار سوء التدبير أو غياب الحس الجماعي. وهذا يعيد طرح السؤال المحرج: هل ما نحتاجه اليوم هو تربية على النظافة قبل الوعظ بالإيمان؟ .