فضيحة تهز منتخب الجزائر النسوي في "كان المغرب 2024" والكاف يفتح تحقيقًا رسميًا وسط صمت مطبق

فضيحة تهز منتخب الجزائر النسوي في "كان المغرب 2024" والكاف يفتح تحقيقًا رسميًا وسط صمت مطبق
ديكريبتاج / الجمعة 11 يوليو 2025 - 01:30 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي

في تطور صادم وغير مسبوق، أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) مساء الخميس 10 يوليوز الجاري، عن فتح تحقيق رسمي مع منتخب الجزائر للسيدات، بسبب اشتباه في ارتكابه مخالفات جسيمة لأنظمة ولوائح الكاف خلال مشاركته في كأس أمم إفريقيا للسيدات 2024 التي تحتضنها المملكة المغربية.

ويأتي هذا الإعلان ليزيد من حدة التوتر بين الشارع الرياضي الجزائري والمؤسسات الكروية القارية، ويفتح الباب على مصراعيه أمام تكهنات قوية بوجود تجاوزات خطيرة، سواء على مستوى التزوير أو سوء السلوك أو الإخلالات التنظيمية، في ظل تكتّم الكاف عن التفاصيل الدقيقة للتحقيق إلى حين انتهاء المسطرة الرسمية.

بلاغ الكاف:تحقيق مفتوح و"لا تعليق"

وقال الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في بيان رسمي مقتضب، إنه "تم فتح تحقيق بشأن منتخب الجزائر للسيدات، على خلفية مخالفات محتملة لأنظمة ولوائح الاتحاد، دون أن يكشف عن طبيعة المخالفات أو الأطراف المشتبه بها".

وأضاف البيان: "لن يُدلي الاتحاد بأي تعليق إضافي بشأن هذه المسألة في الوقت الحالي، إلى حين الانتهاء من الإجراءات الجارية".

وقد فُهم من لغة البلاغ أن الأمر لا يتعلق بتجاوز بسيط أو تصرف فردي معزول، بل بمسألة أثارت انتباه لجان المراقبة والانضباط بالكاف، وهو ما قد يُفضي إلى عقوبات قاسية في حال ثبوت المخالفات.

 هل يتعلق الأمر بالتزوير؟ تكهنات تُلهب الشارع الرياضي

منذ انتشار خبر فتح التحقيق، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتكهنات واسعة، خاصة بعد تداول معلومات غير مؤكدة عن شبهة تزوير في هوية أو أعمار بعض اللاعبات، أو حتى الاستعانة بلاعبات مزدوجات الجنسية دون احترام الإجراءات القانونية.

كما أشار بعض الصحفيين الرياضيين إلى أن الاحتجاج الرسمي لواحد من المنتخبات المشاركة قد يكون هو ما فجّر القضية، خصوصًا في ظل ما وصفه البعض بـ"السلوك العدائي والمتوتر" الذي أبان عنه الطاقم الجزائري منذ بداية البطولة.

 أداء ضعيف ومواقف سياسية مُثيرة للجدل

بعيدًا عن المخالفات التقنية، لم يكن الأداء الرياضي لمنتخب الجزائر للسيدات في "كان المغرب 2024" في المستوى المطلوب، إذ انهزم في مباراتين وتعادل في واحدة، وخرج مبكرًا من دور المجموعات، وسط انتقادات كبيرة لأداء المدرب واللاعبات.

لكن الأضواء لم تُسلّط فقط على الجانب الرياضي، بل أيضًا على المواقف السياسية والسلوكات الصبيانية التي ميزت مشاركة الجزائر في هذه البطولة القارية، المقامة بالمملكة المغربية.

فقد تعمد الإعلام الرسمي الجزائري عدم ذكر اسم المغرب كمضيف للبطولة، كما تجاهلت البعثة الجزائرية الظهور في بعض الفعاليات الرسمية، ما فُهم على أنه امتداد لتوتر سياسي مُفتعل بين النظام الجزائري والمملكة المغربية.

 سوابق في سجل الكرة الجزائرية

ليست هذه المرة الأولى التي يُفتح فيها تحقيق في ملف كروي جزائري على الصعيد القاري. فقد سبق للكاف أن هدد الجزائر بعقوبات بسبب ما اعتُبر "تسييسًا للرياضة"، واستغلال ملاعب الكرة لنشر رسائل دعائية انفصالية أو عدائية.

كما شهدت بطولات سابقة مشاركة الجزائر في مخالفات تتعلق بالانضباط والتحكيم والسلوك غير الرياضي، ما يضع الكرة الجزائرية في مرمى الانتقادات القارية والدولية.

 المغرب يُثبت احترافيته في التنظيم رغم الاستفزازات

في المقابل، أشادت أغلب الوفود والمنتخبات الإفريقية بحسن تنظيم المغرب لكأس إفريقيا للسيدات 2024، من حيث البنية التحتية، الأمن، جودة الملاعب، واستقبال الفرق المشاركة.

وعلى الرغم من محاولات الوفد الجزائري التنصل من الفعاليات الرسمية والظهور بوجه عدائي واضح، إلا أن اللجنة المنظمة المغربية تحلت بالحياد والاحترافية الكاملة، واختارت الرد بالمسار الرياضي والقانوني دون انجرار إلى الاستفزاز.

 هل يُقصى المنتخب الجزائري؟ عقوبات محتملة تنتظر

إذا ثبتت التهم التي تحقق فيها الكاف، فقد يُواجه المنتخب الجزائري للسيدات عقوبات تتراوح بين الغرامة المالية، الإقصاء من النسخة المقبلة، أو تعليق النشاط القاري للطاقم الفني والإداري، بل وقد تُفرض عقوبات على الجامعة الجزائرية نفسها.

ويرى مراقبون أن هذا التحقيق قد يُشكل فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي للكرة الجزائرية النسوية، بعد سنوات من الإهمال والارتجال، ويضع السلطات أمام مسؤولية فصل الرياضة عن الحسابات السياسية الضيقة.

 كرة القدم ليست مسرحًا للعُقد السياسية

تُعيد هذه الفضيحة تسليط الضوء على حجم التوتر القائم بين المغرب والجزائر، حتى داخل المحافل الرياضية، حيث تسعى بعض الأطراف في الجارة الشرقية إلى استغلال الرياضة كوسيلة لتصدير الأزمة الداخلية أو التعبير عن المواقف العدائية.

لكن فتح تحقيق رسمي من طرف الكاف يؤكد أن الرياضة الإفريقية تخضع اليوم لمراقبة صارمة، ولا مجال لتجاوزات تُهدد أخلاقيات اللعبة أو تسيء لصورة القارة.

ويبقى السؤال المطروح: هل ينقلب السحر على الساحر وتُدفع الجزائر ثمن سلوكها الرياضي والسياسي المشين في بطولة احتضنها المغرب باحترافية عالية؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك