أنتلجنسيا المغرب:ياسر اروين
أثار الإعلان الرسمي الصادر مؤخرا من قلب باريس، عن قيام ما سُمّي بـ“دولة القبائل” شمال الجزائر موجة قلق سياسي وأمني في عموم منطقة المغرب العربي، لما يحمله من دلالات خطيرة على استقرار الدول ووحدة الكيانات الوطنية.
هذا التطور، غير المسبوق في تاريخه وحدّته، يضع المنطقة أمام منعطف حساس يعيد إلى الواجهة ملف الحركات الانفصالية وحدود التعامل معها.
تداعيات مباشرة على الاستقرار المغاربي
يُنذر هذا الإعلان، بتكريس مناخ عدم الاستقرار في شمال إفريقيا، خاصة في ظل هشاشة التوازنات الإقليمية وتراكم الأزمات السياسية والاقتصادية.
ويخشى مراقبون أن يؤدي إلى انتقال عدوى الانفصال إلى فضاءات أخرى، بما يعمّق الانقسامات الداخلية ويقوّض جهود بناء تعاون مغاربي فعّال ظل معطلاً لعقود.
خطر تغذية النزعات الانفصالية
يحذّر محللون من أن إعلان كيان انفصالي بهذه الصيغة العلنية، يمنح زخماً جديداً لحركات انفصالية كامنة أو ناشئة في المنطقة،
ويخلق سابقة قد تُستثمر سياسياً وإعلامياً لتبرير مطالب مشابهة، بما يهدد مبدأ سيادة الدول ووحدتها الترابية.
انعكاسات محتملة على المغرب والجار الشرقي
بالنسبة للمغرب، يُنظر إلى هذا التطور باعتباره عاملاً إضافياً لتعقيد البيئة الإقليمية، في سياق يتسم أصلاً بتوتر العلاقات الثنائية وغياب الثقة السياسية.
كما أن استمرار هذا المسار قد يفرض تحديات أمنية ودبلوماسية جديدة، ويزيد من صعوبة بلورة موقف مغاربي موحّد تجاه الأزمات المشتركة.
دعوات لضبط النفس ومسار سياسي مسؤول
أمام خطورة المرحلة، تتعالى الدعوات إلى تغليب الحكمة وضبط الخطاب السياسي، والاحتكام إلى حلول سلمية تحترم سيادة الدول وتقطع الطريق أمام منطق التفكيك.
ويؤكد متابعون أن أي انزلاق نحو شرعنة الانفصال لن يخدم سوى تعميق الفوضى، وسيُضعف فرص التنمية والاستقرار في منطقة تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى التهدئة والتكامل بدل الصدام.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك