غياب الأغطية يحوّل الطرق مدينة "الداخلة" إلى كمائن مفتوحة تحت أنظار المسؤولين

غياب الأغطية يحوّل الطرق مدينة "الداخلة" إلى كمائن مفتوحة تحت أنظار المسؤولين
ديكريبتاج / الخميس 10 يوليو 2025 - 14:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

تعيش مدينة الداخلة على وقع خطر داهم يهدد أرواح السائقين والراجلين على حد سواء، بعدما تحوّلت الطرق العمومية إلى مصائد مفتوحة بفعل غياب أغطية البالوعات وملتقيات الصرف الصحي، في ظل غياب واضح لأي حس بالمسؤولية من طرف الجهات المعنية، التي لم تبادر إلى معالجة هذا الوضع الخطير رغم عشرات الشكايات.

سكان المدينة، الذين ضاقوا ذرعًا باللامبالاة، يصفون هذه البالوعات المكشوفة بأنها “فخاخ موت” مزروعة عشوائيًا وسط الأزقة والشوارع، حيث لا فرق بين النهار والليل، فالسقوط فيها لا يُنذر، بل يقع بغتة، حاصدًا الأرواح ومخلّفًا جروحًا وإعاقات دائمة، دون أي تحرك فعلي لحماية المواطنين.

وتؤكد شهادات مواطنين أن هذه الكوارث ليست وليدة الأمس، بل هي تراكم طويل من الإهمال الذي لم يجد من يوقفه، فيما تُقابل شكايات الضحايا بالصمت، أو بالوعود المعسولة التي سرعان ما تتبخر في الهواء، بينما يزداد خطر الموت في كل زقاق وشارع.

وتوثّق مقاطع فيديو، توصلت بها جريدة "أنتلجنسيا المغرب"، مشاهد صادمة لقيام السكان بتغطية هذه الحفر القاتلة بصناديق النفايات أو عربات الأزبال، في محاولة يائسة لتفادي الكارثة، ما يعكس حجم التقاعس البلدي، ويكشف واقعًا مؤلمًا لا يليق بمدينة تزعم الجهات الرسمية أنها وجهة استثمارية وسياحية صاعدة.

وفي غياب أي تدخل عاجل من السلطات، يتساءل الرأي العام المحلي: هل ستنتظر الوزارة الوصية وقوع كارثة جديدة حتى تتحرك؟ أم أن حياة المواطنين في الأقاليم الجنوبية لا تحظى بنفس القيمة التي تُمنح لمناطق أخرى في البلاد؟

السائقون يعيشون في رعب دائم، إذ بات عبور الشوارع مغامرة حقيقية، لا سيما في الليل أو عند تساقط الأمطار، حيث تختفي هذه الفتحات تحت الماء، ولا تُرى إلا بعد أن تبتلع دراجة أو عجلة سيارة أو جسد طفل صغير.

الوضع المتفجر لا يحتاج إلى بيانات رسمية أو حملات تجميل إعلامية، بل إلى تدخل فوري من وزارة الداخلية، ومحاسبة صارمة للمسؤولين المحليين الذين تركوا حياة الناس عرضة للموت مقابل صفقات ترقيعية لا تصمد أمام أول اختبار ميداني.

الداخلة، المدينة التي لطالما رفعت شعارات التنمية والجهوية المتقدمة، تواجه اليوم امتحانًا حقيقيًا في أبسط مقومات العيش: الحق في طريق آمن. فإلى متى يظل الدم المغربي رخيصًا في عيون من لا يرون من الكراسي سوى امتيازاتها؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك