أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في مشهد يهز الوجدان ويلخص وجع أمة
كاملة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم يوثق لحظة عثور بحارة
على زورق مطاطي عالق قبالة سواحل طانطان، يحمل على متنه شبانًا يتشبثون بالحياة
بعد أن ابتلعهم اليأس ولفظتهم البلاد، لولا تدخل قارب الصيد وإنقاذهم في آخر لحظة،
لكانت الكارثة مزدوجة، موت في البحر وصمت في البر.
الواقعة لم تمر مرور الكرام، بل فجرت
موجة غضب شعبي تساءلت بمرارة عن دور الحكومة في ملف الهجرة، خاصة في ظل استمرار
هروب آلاف الشباب نحو المجهول، الكل يطرح السؤال ذاته، ماذا قدمت حكومة أخنوش غير
الوعود والزيادات المهلكة؟ . الحلم بالخارج أصبح حلمًا جماعيًا، ومراكب الموت صارت
آخر أمل للعيش الكريم.
المأساة تأخذ بعدًا دوليًا حين يصبح
المغرب محطة رئيسية للهاربين من جحيم دول الساحل، الباحثين عن خلاصهم عبر السواحل
المغربية، حيث وجوه سمراء تتخلل الفيديو، تكشف أن الوطن لم يعد فقط ينزف أبناءه،
بل صار ملاذًا مؤقتًا لمزيد من التائهين في صحراء اليأس والانتظار.
اتهامات خطيرة تلاحق حكومة أخنوش، إذ
يرى كثيرون أنها ساهمت في مضاعفة معاناة المغاربة بسبب السياسات العشوائية التي
رفعت الأسعار وضيّقت فرص الشغل، وكرست مناخًا اقتصاديًا يخدم فئة محدودة تغتني من
الأزمات وتتصدر المشهد، بينما الفقراء يدفعون الثمن على اليابسة وفي عرض البحر.
الزورق المطاطي ليس مجرد وسيلة هروب،
بل مرآة تعكس إخفاقًا حكوميًا وطنيًا وإنسانيًا، هو رمز لبلاد تطرد أبناءها نحو
الحتف، فيما تكتفي الطبقة السياسية بالتفرج على مشاهد الغرق اليومي، دون خجل، ودون
نية حقيقية في التغيير.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك