أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
كأنها لقطة من فيلم هزلي، ظهر قادة
إسرائيل الجدد يركضون صوب الملاجئ لحظة انطلاق صفارات الإنذار، تاركين وراءهم
الكاميرات والصحافة والخطب النارية. أولئك الذين اعتادوا التهديد والوعيد أمام
الشاشات، سقطت عنهم الأقنعة بسرعة البرق عندما دقت طبول الخطر الحقيقي. فبينما
كانوا يصورون أنفسهم كحماة الدولة و"سادة الأمن"، تحوّلوا في لحظة إلى
أشباح تختبئ تحت الأرض.
هذا المشهد الفاضح كشف حجم الفجوة بين
الادعاء والواقع. من يرفع صوته متوعدًا خلال الهدوء، يفقد صوابه في اللحظة التي
يعلو فيها صوت الخطر. هؤلاء ليسوا قادة، بل ممثلون في مسرحية رديئة الإخراج،
أبطالها أمام الكاميرات فقط، لا في ساحات المواجهة ولا لحظات الحقيقة. إسرائيل
التي تغرق اليوم في غطرستها السياسية، تعجز عن إنتاج زعامة تملك الجرأة ساعة
الاختبار.
لقد سقط القناع مجددًا، وتأكد ما
يعرفه الجميع: أن الجبناء لا يصنعون تاريخًا، وأن من يحتمي بالملاجئ لا يستطيع
قيادة أمة تعيش على فوهة بركان. القادة الحقيقيون لا يختبئون، بل يواجهون، لكن
يبدو أن قادة إسرائيل الجدد اكتفوا من البطولة بالثرثرة، وتركوا الأرض لأصوات
الإنذار وحدها تحسم من هو الشجاع ومن هو الهارب.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك