أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
في مشهد يختزل عبثية تدبير الشأن
المحلي، تفجّرت بمدينة جرادة فضيحة مدوية بطلها الخليفة السادس لرئيس المجلس الجماعي،
بعدما كشفت تصريحات العضو "محمد الفازيقي" لموقع "أنتلجنسيا
المغرب" عن تصرف صادم، حيث أقدم المعني بالأمر على ترك سيارة الجماعة في مرأب
أحد مطارات المملكة لمدة أسبوع كامل، وسافر إلى إسبانيا وأخذ مفاتيح السيارة معه، وكأنها ملكه
الشخصي، في تحدٍ صارخ للقوانين الإدارية وتوجيهات وزارة الداخلية التي ما فتئت
تشدد على ضبط استخدام ممتلكات الدولة.
الحقوقي "محمد الفازيقي"،
المعروف بمواقفه الصريحة في مواجهة الفساد، لم يتردد في المطالبة بتدخل عاجل
لوزارة الداخلية، داعيًا إلى فتح تحقيق جدي، والاستعانة بكاميرات المراقبة بالمطار
للتأكد من صحة الواقعة، ووصف "الفازيقي" ما حدث بأنه سلوك يمس جوهر
العمل الجماعي ويسيء إلى أخلاقيات المسؤولية العمومية، مؤكداً أن هذا التصرف يعرّي
ذهنية الاستحواذ التي يتصرف بها البعض وكأنهم فوق المحاسبة.
الفضيحة التي انفجرت كقنبلة وسط
المدينة المنجمية، تضع العديد من علامات الاستفهام حول غياب الرقابة وضعف آليات الردع
داخل المجالس الجماعية، خصوصاً حين يتعلق الأمر باستغلال وسائل الدولة لأغراض
شخصية وسياحية بامتياز. ويزيد من خطورة الواقعة أن مرتكبها ليس موظفاً عادياً، بل
يشغل موقعاً متقدماً في هرم المسؤولية الجماعية، ما يجعل السكوت عن الأمر تكريساً
لثقافة الإفلات من العقاب.
قضية السيارة "المرحّلة"
إلى مرأب المطار، ليست مجرد حادث عرضي، بل تجسيد لفساد يومي صغير يتحوّل إلى سرطان
إداري إن تُرك دون محاسبة.
فهل تتحرك الداخلية كما طالب "الفازيقي"،
أم سيُطوى الملف ؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك