أنتلجنسيا المغرب / حمان ميقاتي
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، نشر
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مقطع فيديو دعائيًا يتخيل غزة كمنتجع سياحي
فاخر تحت مسمى "ريفييرا الشرق الأوسط"، في محاولة للترويج لمشروع يطمح
لتحويل المدينة المنكوبة إلى وجهة استجمامية، وسط صور خيالية لإيلون ماسك يستمتع
بوجبة محلية وتماثيل ذهبية ضخمة لترامب نفسه، الفيديو، الذي يبدو أنه من إنتاج
الذكاء الاصطناعي، حصد ملايين المشاهدات خلال ساعات من نشره على مواقع التواصل
الاجتماعي.
اللقطات أظهرت ترامب ورئيس وزراء
إسرائيل بنيامين نتنياهو على شاطئ فاخر، بينما تمتد ناطحات السحاب على طول الساحل،
في مشهد لا يعكس واقع غزة المدمر بعد أكثر من 15 شهرًا من القصف والتشريد الذي طال
أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.
هذا الطرح المستفز يتماشى مع تصريحات سابقة
لترامب حول نية السيطرة على القطاع وتهجير سكانه إلى مصر والأردن، وهو ما يُعدّ
استكمالًا لمخططات تطهير عرقي واضحة، تتجاوز انتهاك حقوق الفلسطينيين إلى استباحة
قدسية الأرض المحاذية للبيت الذي صلى فيه نبي الله إبراهيم.
هذه الدعاية لم تلقَ فقط استهجان
الفلسطينيين، بل أثارت غضبًا واسعًا في العالم الإسلامي، كونها تتجاهل مكانة غزة
التاريخية والدينية، وتحاول فرض مشروع استيطاني جديد يخدم المصالح الصهيونية على
حساب أهل الأرض الأصليين، فطرح فكرة تحويل المدينة إلى "منتجع استثماري"
بعد تدميرها يُعد استفزازًا صريحًا لمشاعر المسلمين، ومحاولة لتزييف واقع المجازر
والمعاناة اليومية.
يأتي هذا الفيديو في ظل صمت رسمي
أميركي عن نشره، ما يزيد من المخاوف بشأن دعم واشنطن لمثل هذه السيناريوهات، ويؤكد
أن ما يجري ليس مجرد دعاية انتخابية أو استعراض فردي، بل هو جزء من مخطط أوسع يسعى
إلى طمس الهوية الفلسطينية والاعتداء على واحدة من أطهر بقاع الأرض المجاورة لبيت
المقدس، حيث مر أنبياء الله وبُعثت الرسالات السماوية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك