
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في خضم موجة الاحتجاجات الأخيرة التي
اجتاحت شوارع المغرب منذ نهاية الأسبوع الفارط ولحد الساعة، واجه المئات، بل
الآلاف من الشباب، آلة القمع والعنف المفرط من قبل القوات العمومية، رغم الطابع السلمي
الواضح لمطالبهم وشعاراتهم، الاعتقالات التعسفية التي طالت عدداً كبيراً منهم ومن
المارة، كشفت حجم الهوة بين تطلعات جيل جديد يرفض الانضواء تحت أي غطاء سياسي أو نقابي
أو جمعوي، وبين أسلوب الدولة في التعاطي مع أصواته الحرة.
أمام هذا الواقع المأزوم، برزت مواقف
مشرقة من طرف هيئات المحامين في مدن مختلفة، حيث قرر العديد من أصحاب البذلة
السوداء التطوع للدفاع عن هؤلاء الشباب، إيماناً منهم بعدالة قضاياهم وحقهم
المشروع في التعبير السلمي، لقد شكلت هذه المبادرات رسالة قوية مفادها أن المحامي
يظل سنداً ودرعاً للمجتمع، وحامياً لحقوق مواطنيه حين تشتد الحاجة إلى العدل
والإنصاف.
وفي المقابل، امتلأت منصات التواصل
الاجتماعي بموجة تضامن واسعة مع هؤلاء المحامين، حيث رفع آلاف النشطاء شارة النصر
والإجلال تقديراً لمواقفهم، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تعيد الأمل إلى قلوب جيل
كامل يشعر بالخذلان من المؤسسات الرسمية.
ولعل اللافت أن هذه الالتفاتة لاقت
صدى خاصاً لدى شباب "جيل
Z"،
الذين وجدوا في تضامن المحامين معهم دليلاً على أن صوتهم ليس معزولاً، وأن في
البلاد من لا يزال يؤمن بضرورة إعلاء الحق والدفاع عن الكرامة والحرية. بهذه
الروح، يتحول دور المحامي من مجرد ممثل قانوني إلى حصن أخلاقي يعيد الثقة بين
المجتمع ومؤسساته.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك