
أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء
تحولت ساحة أمام مستشفى الحسن الثاني
بأكادير إلى مسرح لوقفة احتجاجية حاشدة، حيث واجهتها القوات العمومية بشيء من
القمع النسبي، في مشهد عكس الاحتقان العميق وسط ساكنة المدينة التي خرجت للتنديد
بسوء الخدمات الصحية.
هذا الغضب الشعبي لم يكن وليد اللحظة،
بل تراكم لسنوات من الإهمال والتهميش، حتى بلغ حداً لم يعد يحتمل الصمت.
المحتجون الذين التفوا في هذه الوقفة
لم يخفوا استغرابهم من واقع الصحة المتدهور، متسائلين بمرارة كيف يعقل أن يبقى
الوضع الصحي متردياً وهو من أساسيات حياة المواطنين، بينما يتم التباهي بشعار
"الدولة الاجتماعية" في ظل حكومة فاشلة أجهزت على جميع القطاعات.
المفارقة المؤلمة تتجلى في ضخ أموال
طائلة في ملاعب المونديال والمهرجانات الصاخبة، مقابل ترك المستشفيات تعيش حالة
عجز مزمن، ولا حديث عن المدرسة العمومية.
وفي خضم هذه المفارقات، لم يتردد
المحتجون في فضح أولويات الحكومة التي تُغدق الأموال على السفاهة والزوايا
والأضرحة، بينما يفتقد المواطن البسيط لسرير أو دواء أو علاج يحفظ كرامته. هذا
التناقض الفج بين الشعارات والواقع الملموس جعل من الوقفة صرخة قوية تتجاوز حدود
أكادير لتلامس وجدان المغاربة كافة.
ومن بين الشعارات التي هزت المكان
بقوة: "فلوس الصحة فين مشات؟ موازين والحفلات"، شعارٌ اختصر غضب الشارع
بلغة بسيطة لكنها صادمة، تلخص المأساة وتضع الأصبع على الجرح، في مواجهة دولة ترفع
الشعارات البراقة وتنسى أولى حقوق مواطنيها.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك