
أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
تشهد الأقاليم التي ضربها زلزال الحوز في شتنبر 2023 دينامية
غير مسبوقة في ورش إعادة الإعمار، حيث تتواصل الأشغال بوتيرة سريعة بفضل التعبئة
الجماعية وتنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية. مختلف القطاعات الأساسية من سكن
وبنيات تحتية وصحة وتعليم وتراث تشهد اليوم تقدماً ملموساً، تجاوز في بعض المناطق
نسبة 90 في المائة، مما يعكس حجم الجهود المبذولة لإعادة الحياة إلى طبيعتها.
في قلب الحوز، الأكثر تضرراً، بلغت نسبة إعادة البناء والتأهيل
أكثر من 91 في المائة مع إعادة تأهيل نحو 24 ألف مسكن، فيما يتوقع أن تصل النسبة
إلى 96 في المائة بحلول نونبر المقبل. بالموازاة، تم رصد اعتمادات مالية هامة
لتأهيل الطرق الوطنية والجهوية، إلى جانب ترميم عشرات المؤسسات الصحية والتعليمية،
مما يبرز الأثر المباشر لهذه المشاريع على الحياة اليومية للسكان.
الجهود شملت أيضاً مدينة مراكش حيث تمت إعادة بناء أغلب المنازل
المتضررة، واستفادت الأسر من دعم مالي للإيواء وإعادة البناء، إضافة إلى إطلاق
برنامج ضخم لصيانة التراث التاريخي للمدينة من قصور وأسوار ومتاحف. إقليم شيشاوة
بدوره سجل أعلى نسب إنجاز قاربت 97 في المائة، فيما يسير ورش تارودانت بخطى ثابتة
بعد تسليم آلاف المساكن وإطلاق مشاريع كبرى للبنيات التحتية.
هذه الأوراش الكبرى لا تقتصر على إعادة البناء فحسب، بل تهدف
إلى إرساء نموذج تنموي جديد يضمن السكن اللائق، البنيات العصرية، والخدمات
الاجتماعية المتكاملة. هي عملية تعكس قدرة المغرب على مواجهة المحن وتحويلها إلى
فرصة للنهوض بالأقاليم والارتقاء بجودة حياة المواطنين.
في النهاية، تبرز هذه
التجربة الوطنية، بقيادة الملك محمد السادس، كدليل على قوة التضامن وفعالية
التخطيط الاستراتيجي، لتتحول مأساة الزلزال إلى محطة فارقة في مسار التنمية
والارتقاء نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك