أمطار أولى تفضح الغش وتغرق سيدي يحيى الغرب في فوضى عمرانية

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

كانت التحذيرات الصادرة عن المجتمع المدني والإعلام خلال الأشهر الماضية صرخة جماعية تطالب بإلزام الشركة المكلفة بإعادة تهيئة المدينة برفع وتيرة الأشغال، والاستعانة بجهة تتوفر على الكفاءة والمعايير الضرورية لإنجاز ورش بهذا الحجم.

غير أن تلك النداءات ظلت دون صدى، لتأتي الأمطار الأولى كاشفة لحقيقة الوضع.

تعيش سيدي يحيى الغرب اليوم تحت الماء.

أولى القطرات كشفت واقع الغش الذي ظل المواطنون ينبهون إليه، بعدما ظهرت بوضوح آثار الأشغال المتعثرة والمنجزة بطرق غير سليمة، فقد تحولت الشوارع إلى مساحة تشبه ساحات الحرب، بسبب التخريب والحفر العشوائي والتأخر الفادح، وغياب فرق كافية من العمال، إضافة إلى غياب الدك الجيد للتربة وعدم ربط بالوعات الصرف بقنوات المياه الرئيسية.

ومع هذه الفوضى، تجد المدينة نفسها أمام كارثة حقيقية تستدعي تحمل المسؤولية من طرف كل المتدخلين في هذا الورش الكبير، فالساكنة تلاحظ الغياب التام لأي مراقبة من الجهات المكلفة، في مشهد يعزز شعورًا عامًا بوجود تواطؤ واضح، خصوصًا بعدما انهارت الشوارع والأزقة أمام أول اختبار مطري.

وتزداد المخاوف مع توقعات الأرصاد الجوية التي تشير إلى موجة تساقطات مهمة في الأيام المقبلة، ما يهدد بواقع أشد قسوة قد يجد فيه المواطنون أنفسهم أمام أحلك فترات حياتهم، نتيجة سياسة مرتجلة وقرارات غير مسؤولة لا يقبلها ضمير حي ولا مواطن واع.