عكس التيار.."التشرميل" الشامل لحقوق المواطن

عكس التيار.."التشرميل" الشامل لحقوق المواطن
مجتمع / الثلاثاء 15 أبريل 2025 - 21:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

في زمن اختلطت فيه المفاهيم وانقلبت القيم، أصبحت مشاهد العنف بين الفتيات وبعض الذكور حديث الشارع، بل مشاهد مألوفة في فضاءات كانت مخصصة للتعلم أو اللعب أو الحياة اليومية العادية.

لم تعد "الأنوثة" مرادفًا للّطف والهدوء، بل تحوّل بعضها إلى عنف دامٍ، يحمل بين طياته "روزوار" يقطّع الوجوه بلا رحمة، في مشهد عبثي يحوّل الحياة إلى حلبة مفتوحة للعنف المجاني "وفينك المرحومة تعالي".

ولأن لكل انحراف أصل، فإن مصطلح "التشرميل" الذي كان في الماضي مرتبطًا بطقوس المطبخ المغربي ودفء العائلة، تحوّل إلى عنوان للقبح المجتمعي، فـ"شرملي مطيشة" التي كانت تعني تقطيع الطماطم لتحضير "المرقة"، باتت اليوم تُستخدم كتشبيه لتمزيق الوجوه المتبادل بين الفتيات في شوارعنا،"الأمهات كانت تشرمل الطماطم بناتهم يشرملن أو تشرمل وجوههم" اللغة لم تعد فقط تعبيرًا عن التحول، بل شاهدًا صارخًا على انحدار القيم.

لكن الظاهرة أبعد من كونها انحرافًا فرديًا، فهي وليدة "تشرميل" سياسي ممنهج، بدأ عندما تم تقطيع ميزانيات الدولة جهارا، وتمزيق جسد التعليم والصحة والبنية التحتية، في غياب الرقيب والمحاسبة.

وحين يرى المواطن أن الفساد محمي ومبارك، فإن ما يحدث في القاع يصبح مجرد انعكاس لهذا السقوط الجماعي، وأمر عادي.

أما "تشرميل الطنجرة"، فهو المرحلة القصوى، حيث تُوضع كل الحقوق في إناء يغلي على نار الإقصاء والتهميش، هناك، يُطهى مصير المواطن، وتُسلق آماله ببطء، قبل أن يُلقى به في السجون أو مستشفيات أو يُترك لحظه السيئ، إنها وصفة محبوكة، بطبخة مرة، اسمها التشرميل الشامل لحقوق المواطن المقهور "كحل الراس".Top of Form

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك