بقلم:عبدالحق الريكي
من أجل رفع التعتيم عن مصير جدي: مراسلة رسمية إلى وزارة الخارجية والمندوبية السامية للمقاومة في إطار سعيي الحثيث لكشف النقاب عن مصير جدي، موح الحاج أفقير، أحد أبناء الريف الذين رفضوا الانخراط في آلة القتل الفرانكية خلال الحرب الأهلية الإسبانية سنة 1936، وجهتُ مؤخرًا رسالتين رسميتين إلى كل من:
وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج
المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تهدف
هاتان المراسلتان إلى إبلاغ السلطات المغربية بخطوة سأقوم بها، والمتمثلة في توجيه
رسالة إلى ملك إسبانيا وعدد من الجمعيات الإسبانية الفاعلة في مجال حفظ الذاكرة
التاريخية، وعلى رأسها الجمعيات التي تُعنى بضحايا نظام فرانكو.
في هذه المراسلات، عرضتُ باختصار مأساة جدي، الذي تمكن من الفرار
سباحة من إحدى البواخر التي كانت تقله نحو جبهات القتال، ثم عاد سرًا إلى الريف،
قبل أن يُعتقل في أجدير ويُصفّى لاحقًا في مدينة تطوان أواخر الأربعينات.
لا قبر يُزار، ولا وثائق رسمية تُسعفني لمعرفة الحقيقة الكاملة. فقط
روايات متفرقة، وألم عالق في الذاكرة العائلية.
لقد أردتُ من خلال مخاطبة المؤسسات المغربية أن أُعبّر عن إيماني بأن
حفظ الذاكرة مسؤولية وطنية قبل أن تكون مطلبًا شخصيًا.
إن رفع التعتيم عن قصص المقاومين المجهولين، خصوصًا أولئك الذين ذهبوا
ضحية أنظمة القمع خارج أرض الوطن، يندرج ضمن معركة أكبر من أجل ردّ الاعتبار
للتاريخ المنسي، والاعتراف بما قدمه أبناء الريف من تضحيات منسية.
هذه الخطوة ليست سوى بداية طريق طويل وشاق. أعي أن النسيان كان
دائمًا أداة للإقصاء، لكنني أؤمن أن الكتابة والمساءلة والمراسلة الرسمية أدواتنا
المتاحة اليوم لمواجهة هذا الصمت المتواطئ.
أكتب لا لأجل الماضي فقط، بل من أجل المستقبل.
من أجل أن يعرف أحفادنا أن في هذا الوطن من قاوم، ومن تمّ طمس أثره.
وأن في هذا الوطن من لا يزال يُطالب بالحقيقة والعدالة والكرامة.
مهم جدا:
"جميع
الأفكار الواردة في هذا المقال تعبّر عن آرائي الشخصية. من يعرفني يدرك أن الكتابة
ليست بالأمر السهل عليّ. أقول هذا من باب الأمانة والإنصاف، وأتحمل المسؤولية
الكاملة عن كل فكرة وكل كلمة وردت فيه.
وفي الختام، وكما يُقال في أروقة المحاكم، فإنني أتحمل وحدي كامل
المسؤولية عن هذا المقال" .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك