القطار فائق السرعة القنيطرة – مراكش يدخل مرحلة التحولات الكبرى ويعيد رسم خريطة التنقل بالمغرب

القطار فائق السرعة القنيطرة – مراكش يدخل مرحلة التحولات الكبرى ويعيد رسم خريطة التنقل بالمغرب
تكنولوجيا / الثلاثاء 02 سبتمبر 2025 - 21:36 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

باشر المكتب الوطني للسكك الحديدية أشغالا كبرى على مستوى البنية التحتية بجهة الدار البيضاء، في إطار تنزيل مشروع القطار فائق السرعة القنيطرة – مراكش، الذي يمثل أحد أضخم المشاريع الاستراتيجية في تاريخ النقل السككي بالمغرب. وتهم هذه الأشغال بشكل خاص المحور الرابط بين المحمدية والنواصر، حيث يسعى المكتب إلى تهيئة بنية تحتية تواكب حاجيات الحاضر وتستجيب لتحديات المستقبل.

الأشغال الجارية تشمل إضافة مسارات جديدة ترفع عدد السكك إلى ستة، اثنان منها مخصصان للقطارات فائقة السرعة، واثنان لقطارات القرب، واثنان للقطارات العادية، وهو ما يستلزم توسيع ما لا يقل عن أربعين منشأة هندسية بولاية الدار البيضاء. ويواكب هذه العملية اعتماد أحدث أنظمة التشوير، إلى جانب بناء محطات جديدة خاصة بالقطارات فائقة السرعة وأخرى لقطارات القرب.

ويتضمن المشروع أيضا إنجاز ستمائة كيلومتر من السكك المكهربة، وبناء تسعة مراكز صيانة متطورة، مع برمجة هذه الأوراش الكبرى على مراحل تمتد من شتنبر 2025 إلى نهاية 2027، حيث سيتم تنفيذ كل مرحلة وفق برامج خاصة لسير القطارات، بما في ذلك الأشغال الليلية وأحيانا النهارية.

المكتب الوطني للسكك الحديدية أوضح أن هذه التغييرات ستؤثر بشكل مرحلي على مدد بعض الرحلات، مع إغلاق مؤقت لبعض المحطات لإعادة تهيئتها مثل محطة مرس السلطان، وذلك ابتداء من الخامس عشر من شتنبر الجاري، حيث ستشهد مواقيت القطارات إعادة برمجة شاملة مع ضمان الحفاظ على العرض المعتاد للرحلات.

ولتقليل أثر هذه الأشغال على المسافرين، تم اعتماد تخطيط محكم يضمن استمرار الخدمات في أفضل الظروف، مع تعبئة موارد بشرية ذات خبرة واسعة في البنية التحتية السككية، وتسخير إمكانيات مادية ولوجستية استثنائية لمواكبة حجم الأشغال غير المسبوقة.

كما أكد المكتب أنه ابتداء من الثامن من شتنبر سيتم اعتماد آلية شاملة لإرشاد ومساعدة المسافرين داخل المحطات الرئيسية، مع توفير كافة المعلومات المتعلقة ببرامج السير وتطور الأشغال عبر مختلف القنوات الرسمية، بما في ذلك الموقع الإلكتروني والتطبيقات الذكية وخدمات التواصل المباشر.

المشروع الذي أعطى الملك محمد السادس انطلاقته الرسمية في الرابع والعشرين من أبريل 2025، دخل مرحلة حاسمة تعكس تقدما ملموسا بوتيرة متسارعة، مما ينسجم مع الدينامية الشاملة لمسار تحديث البنية التحتية بالمملكة، ويضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في اعتماد النقل السككي العصري والمستدام.

ويمثل القطار فائق السرعة القنيطرة – مراكش امتدادا للخط طنجة – القنيطرة على مسافة إضافية تبلغ 430 كيلومترا، ليعزز التكامل بين الشمال والجنوب، ويربط كبريات التجمعات الحضرية في ظرف ساعتين وأربعين دقيقة فقط، مع مساهمة مباشرة في ربط المطارات والملاعب والمحاور الاقتصادية، ليكون بذلك رافعة استراتيجية لتحول نوعي في مجال التنقل والبنية التحتية بالمغرب.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك