الرباط تحتضن إطلاق أول ماستر في “البيانات والذكاء الاصطناعي” يجمع بين الدراسة الأكاديمية والتدريب المهني

الرباط تحتضن إطلاق أول ماستر في “البيانات والذكاء الاصطناعي” يجمع بين الدراسة الأكاديمية والتدريب المهني
تكنولوجيا / الاثنين 06 أكتوبر 2025 - 18:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: الرباط

شهدت العاصمة الرباط اليوم حدثًا أكاديميًا نوعيًا تمثل في إطلاق ماستر “البيانات والذكاء الاصطناعي”، الذي يعد الأول من نوعه في المغرب، من تنظيم مؤسسة المدى بتعاون مع المعهد الوطني للبريد والمواصلات، بحضور نخبة من الطلبة والأساتذة وممثلي كبريات المؤسسات الشريكة.

ويهدف هذا البرنامج الجديد، الممتد على سنتين، إلى تكوين جيل من الكفاءات القادرة على قيادة التحول الرقمي الوطني، من خلال مسار يجمع بين التكوين الأكاديمي الصارم والتدريب مدفوع الأجر داخل المقاولات، في نموذج تكويني غير مسبوق بالمغرب.

ويستهدف الماستر الطلبة الحاصلين على الإجازة في الرياضيات أو تكنولوجيا المعلومات أو الفيزياء، ويضم سنة أولى مخصصة للجذع المشترك، تليها سنة تخصص تُعنى بالتطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.

ويتميز البرنامج بكونه يدمج الطالب منذ السنة الأولى في محيط المقاولة، ما يتيح له فرصة اكتساب الخبرة العملية إلى جانب التكوين الأكاديمي، وهو توجه يسعى إلى تقليص الفجوة بين التعليم الجامعي وسوق الشغل.

الدفعة الأولى التي تضم 30 طالبًا تم اختيارهم بعد انتقاء صارم شمل دراسة الملفات واجتياز اختبارات كتابية وشفوية، انطلقت دراستها في الثاني والعشرين من شتنبر الماضي، على أن تبدأ أولى الدورات التدريبية داخل المقاولات في يناير 2026.

ويحظى البرنامج بدعم أربع مؤسسات اقتصادية كبرى هي التجاري وفا بنك، إنوي، مناجم، ومجموعة مرجان، حيث ستفتح أبوابها أمام الطلبة للتدريب والمواكبة العملية، في إطار شراكة استراتيجية مع المعهد الوطني للبريد والمواصلات.

ويتولى التأطير في هذا الماستر نخبة من الأساتذة الباحثين والخبراء المهنيين، مع اعتماد مقاربة بيداغوجية تقوم على دراسة حالات عملية مستمدة من واقع الشركات الداعمة، وتولي أهمية لتطوير المهارات الناعمة مثل التواصل والقيادة والعمل الجماعي.

ويُعتبر هذا البرنامج نموذجًا تجريبيًا قابلًا للتوسيع، إذ يُرتقب أن يُفتح أمام دفعات أكبر في السنوات المقبلة لتلبية الطلب المتزايد على اختصاصيي الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في سوق العمل المغربي والإفريقي.

وأكد حسن الورياغلي، رئيس مؤسسة المدى، أن هذا المشروع يعكس قناعة المؤسسة بضرورة الاستثمار في الرأسمال البشري، معتبرًا أن “مستقبل اقتصاداتنا ومجتمعاتنا سيتحدد بمدى التمكن من الذكاء الاصطناعي والبيانات واستخدامها بشكل مسؤول”. وأضاف أن “هذه التكنولوجيات لم تعد خيارًا بل ضرورة استراتيجية، ومن هنا جاء حرصنا على إعداد جيل قادر على التعامل معها بوعي أخلاقي واقتصادي واجتماعي”.

كما شدد الورياغلي على أن هذا الماستر ليس مجرد فضاء للتكوين، بل مختبر للأفكار والابتكار والتعاون بين الجامعة والمقاولة، هدفه الأساسي الإسهام في خدمة المغرب والقارة الإفريقية في زمن الثورة الرقمية.

من جانبه، قال المدير بالنيابة للمعهد الوطني للبريد والمواصلات أحمد طمطاوي إن البرنامج “يجسد بوضوح رؤية المعهد الرامية إلى تكوين كفاءات وطنية قادرة على رفع تحديات التحول التكنولوجي للمملكة”، موضحًا أن “الشراكة مع مؤسسة المدى توفر للطلبة تجربة فريدة تجمع بين التعلم الأكاديمي والتطبيق المهني”.

وبإطلاق هذا الماستر الجديد، يؤكد المغرب رغبته في الارتقاء بتكوينه الجامعي نحو تعليم موجه لمهن المستقبل، يواكب التحولات الاقتصادية التي تفرضها الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، ويعزز موقع المملكة كقطب تكنولوجي صاعد في القارة الإفريقية.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك