حاملات الطائرات..قواعد جوية عائمة ترسم موازين القوة في البر والبحر

أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي

تُعدّ حاملة الطائرات واحدة من أبرز مظاهر الهيمنة العسكرية الحديثة، فهي بمثابة قاعدة جوية عائمة تمتلك القدرة على إقلاع وهبوط الطائرات الحربية، وتوفر بيئة متكاملة لصيانتها وتسليحها وتزويدها بالوقود دون الحاجة إلى أي بنية أرضية ثابتة.

هذه السفن العملاقة قادرة على الوصول إلى أي نقطة في العالم تقريبًا، مما يجعلها أداة استراتيجية لتوسيع النفوذ والتدخل السريع في مناطق النزاع.

القدرات الخارقة لحاملات الجيل الجديد

من أبرز الأمثلة على ذلك، حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد آر. فورد" (CVN-78)، التي تُعدّ من أضخم الحاملات في العالم، قادرة على تشغيل أكثر من 75 طائرة حربية، كما تنتج يوميًا حوالي 400 ألف جالون من المياه العذبة، ما يتيح لها البقاء في البحر لسنوات طويلة دون الحاجة إلى التزود بالوقود أو الإمدادات.

أدوار إنسانية تتجاوز الميدان العسكري

رغم طابعها الحربي، أثبتت حاملات الطائرات أهميتها في أوقات الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية. فقد ساهمت "يو إس إس أبراهام لنكولن" في جهود الإغاثة بعد زلزال جنوب شرق آسيا عام 2004، وقدّمت "يو إس إس هاري ترومان" المساعدات لضحايا إعصار كاترينا عام 2005، بينما وفرت "يو إس إس كارل فينسون" الدعم لأكثر من 400 ألف شخص في هايتي عقب زلزال 2010 المدمر.

سباق عالمي للسيطرة البحرية

حتى عام 2021، بلغ عدد حاملات الطائرات والمروحيات النشطة عالميًا 50 حاملة. وتتصدر الولايات المتحدة القائمة بشكل ساحق، إذ تمتلك 11 حاملة طائرات تقليدية و9 حاملات مروحيات، أي ما يعادل نصف الحاملات في العالم. وتأتي كل من اليابان وفرنسا في المرتبة الثانية بأربع حاملات لكل منهما، بينما تتوزع الحاملات المتبقية على 11 دولة أخرى، من بينها الصين، بريطانيا، الهند، إيطاليا، مصر وتركيا.

جدول يوضح توزيع الحاملات عالميًا 

الدولة إجمالي الحاملات حاملات الطائرات حاملات المروحيات

الولايات المتحدة 20 11 9

الصين 5 2 3

اليابان 4 0 4

فرنسا 4 1 3

المملكة المتحدة 2 2 0

الهند 2 2 0

مصر 2 0 2

إيطاليا 2 2 0

كوريا الجنوبية 2 0 2

أستراليا 2 0 2

روسيا 1 1 0

تركيا 1 0 1

تايلاند 1 0 1

إسبانيا 1 0 1

حاملات الطائرات مقابل حاملات المروحيات: الفارق الجوهري

رغم أن مصطلح "حاملة طائرات" يشير عادة إلى السفن الضخمة المخصصة لتشغيل الطائرات النفاثة ذات الأجنحة الثابتة، إلا أن ما يقارب نصف هذه الحاملات اليوم هي في الحقيقة حاملات مروحيات. وتختلف هذه السفن في المهام والتصميم؛ فهي أصغر حجمًا، وتُعرف أيضًا بأسماء مثل سفن الهجوم البرمائي أو سفن الإنزال العمودي.

تختص حاملات الطائرات التقليدية بتشغيل طائرات مقاتلة كـF/A-18 وF-35، بينما تركز حاملات المروحيات على تشغيل أسطول من الطائرات العمودية، مثل SH-60 Seahawk، وأحيانًا تستوعب طائرات هجومية عمودية مثل AV-8B Harrier II أو F-35B.

مرونة تشغيلية تُغير التصنيف حسب المهمة

بعض السفن تمتلك القدرة على التبديل بين المهام. فمثلاً، تُعتبر الحاملة الإسبانية "خوان كارلوس الأول" حاملة مروحيات عند تشغيل نحو 30 مروحية، لكنها تصنف كحاملة طائرات خفيفة عندما تحمل مزيجًا من المروحيات والطائرات المقاتلة ذات الإقلاع العمودي.