الجيش المغربي يسابق الزمن لبسط التفوق الإقليمي ورؤية عسكرية استراتيجية تضع أمن المنطقة في قلب الأولويات

الجيش المغربي يسابق الزمن لبسط التفوق الإقليمي ورؤية عسكرية استراتيجية تضع أمن المنطقة في قلب الأولويات
شؤون أمنية وعسكرية / الثلاثاء 15 يوليو 2025 - 12:30 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي

يسير المغرب بخطى متسارعة نحو بناء جيش حديث وفعّال يتمتع بقدرات عسكرية متطورة، تمكنه من ضمان تفوق إقليمي وحماية المصالح الوطنية في بيئة جيوسياسية شديدة التقلب. وتشكل هذه الرؤية إحدى الركائز الأساسية للسياسة الدفاعية للمملكة، التي تولي اهتماماً خاصاً بتطوير منظومة الردع والجاهزية الميدانية في مواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية.

تحديث مستمر للترسانة العسكرية

منذ سنوات، انخرط المغرب في عملية تحديث شاملة لترسانته العسكرية، شملت مجالات متعددة من القوات الجوية والبرية والبحرية. وتمكنت القوات المسلحة الملكية من إدخال تجهيزات متقدمة إلى الخدمة، منها مقاتلات F-16 المحدثة، وطائرات بدون طيار من طراز "بيرقدار" التركية و"هيرميس 900" الإسرائيلية، إلى جانب منظومات دفاع جوي من طراز "سكاي دراغون" و"باراك MX"، مما يعزز قدرة المغرب على مواجهة أي تهديد محتمل.

وفي السياق البحري، واصل المغرب تعزيز قدرات قواته البحرية بفرقاطات متعددة المهام وغواصات استطلاعية، في خطوة ترمي إلى تأمين السواحل المغربية، خاصة على الواجهة الأطلسية، وحماية الممرات البحرية الحيوية والمجال الاقتصادي الخالص.

تعاون عسكري متعدد الأبعاد مع الشركاء الدوليين

يعتمد المغرب في سعيه نحو التفوق العسكري أيضاً على شراكات استراتيجية مع عدد من القوى الكبرى، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، وإسرائيل، إضافة إلى شراكات إقليمية مع بلدان إفريقية. وتشمل هذه الشراكات مجالات التكوين، والتدريب، وتبادل الخبرات، والتمارين العسكرية المشتركة مثل "الأسد الإفريقي"، الذي يُعد واحداً من أكبر المناورات العسكرية في القارة.

كما أن اتفاقيات التعاون الدفاعي التي وقعها المغرب مع كل من واشنطن وتل أبيب تُظهر تحولا لافتا نحو تبني تكنولوجيا الجيل الخامس في مجالات الاستخبارات والذكاء الاصطناعي والقتال السيبراني.

صناعة دفاعية وطنية ناشئة لتعزيز السيادة

ضمن رؤية 2030، يراهن المغرب على تطوير صناعة دفاعية محلية قادرة على تقليص التبعية للخارج، وتلبية جزء من حاجيات القوات المسلحة محلياً. وقد بدأت ثمار هذا التوجه تظهر عبر إقامة مصانع إنتاج طائرات الدرون بتقنية إسرائيلية، وإنشاء وحدات لتصنيع الذخيرة والأسلحة الخفيفة.

ويتطلع المغرب إلى إنشاء بيئة استثمارية جذابة لصناعة الدفاع، بإطار قانوني وتنظيمي متطور، قادر على استقطاب الفاعلين العالميين، بما يتيح للمملكة بناء قدرة إنتاجية وسيادية مستدامة في المجال العسكري.

أمن المنطقة في صلب العقيدة الدفاعية

لا ينحصر هدف المغرب في التفوق العسكري فقط، بل يتعداه إلى لعب دور مركزي في استقرار وأمن المنطقة المغاربية والساحل والصحراء. ويعتمد في ذلك على عقيدة دفاعية تقوم على عدم التدخل، واحترام سيادة الدول، وتفعيل العمل المشترك في مواجهة التحديات الإرهابية والجريمة المنظمة.

فمن خلال تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للدول الإفريقية الشريكة، والمشاركة في مهمات حفظ السلام تحت راية الأمم المتحدة، يعزز المغرب موقعه كفاعل إقليمي موثوق يسعى إلى تحقيق الأمن الجماعي بدل سباق التسلح.

تفوق لا يعني المواجهة بل تعزيز الردع والاستقرار

يراهن المغرب على تحقيق تفوق عسكري لا بهدف خلق التوتر أو الدخول في صراعات، بل لضمان الردع الاستراتيجي، وحماية مصالحه الحيوية، والدفاع عن وحدته الترابية في وجه أي تهديد محتمل. وتبقى هذه الاستراتيجية العسكرية المتكاملة جزءاً من رؤية أشمل لبلد ينشد السلم، ويستعد بكل عقلانية لزمن تتزايد فيه رهانات القوة والجاهزية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك