عصر الرعب الفرط صوتي وتسعة صواريخ تغير وجه الحروب إلى الأبد

عصر الرعب الفرط صوتي وتسعة صواريخ تغير وجه الحروب إلى الأبد
شؤون أمنية وعسكرية / الجمعة 11 يوليو 2025 - 17:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الربان

في زمن يتغير فيه شكل المعارك العسكرية بشكل جذري، تبرز الصواريخ الفرط صوتية كعامل مفصلي يعيد رسم قواعد الاشتباك الاستراتيجي في القرن الحادي والعشرين. هذه الصواريخ، التي تتجاوز سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت، لا تكتفي فقط بالتحليق بسرعة مذهلة، بل تمتلك أيضًا القدرة على المناورة المعقدة أثناء الطيران، مما يجعل اعتراضها شبه مستحيل على الأنظمة الدفاعية التقليدية. ومع تعدد تقنياتها بين مركبات انزلاقية ومحركات “سكرامجت”، تصبح هذه الأسلحة أدوات هيمنة تكنولوجية بامتياز، وتغيّر بشكل حاسم مفاهيم الردع والهجوم.

أولى هذه المنظومات هو صاروخ "ماكو" الأميركي الذي كشفت عنه شركة "لوكهيد مارتن"، والذي يمتاز بصغر حجمه وقدرته العالية على المناورة، مما يجعله متوافقًا مع طائرات الشبح الأميركية المتطورة. يأتي بعده الصاروخ الفرنسي ASN4G، الذي يُعد مستقبل الردع النووي الفرنسي، بسرعات تصل إلى 7 ماخ وقدرات تدميرية هائلة. ثم يظهر التعاون الهندي الروسي في مشروع "براهموس-2"، الذي يسير بخطى ثابتة ليصبح من أسرع صواريخ الكروز في العالم.

الولايات المتحدة أيضًا تراهن على صاروخ HACM كأحد أبرز مشاريعها، مدعومًا بتكنولوجيا "سكرامجت"، فيما تتفاخر روسيا بصاروخ "زيركون" الذي يمكنه مهاجمة حاملات الطائرات بسرعة تقارب 9 ماخ، بالإضافة إلى قدرته على إنتاج سحابة بلازمية تخفيه عن الرادارات. أما الصين، فتدخل السباق بصاروخ DF-17 المصمم لحمل مركبة انزلاقية قادرة على المناورة بسرعات مرعبة، مما يتيح له استهداف القواعد الأميركية في آسيا خلال دقائق.

الهند، من جانبها، لا تتوقف عن الابتكار، حيث تعمل على تطوير صاروخ LRASHM البعيد المدى، المصمم خصيصًا لضرب السفن بسرعة تفوق 10 ماخ، بينما تدخل إيران على الخط بصاروخ "فتاح" الذي وصفته بأنه أول صاروخ باليستي فرط صوتي محلي، وقدرته على المناورة جعلته محط اهتمام عالمي، رغم الغموض الذي يلف قدراته الفعلية. وفي القمة، يتربع الوحش الروسي "أفانغارد"، الذي لا يُقارن بأي سلاح آخر، بسرعة تتجاوز 25 ماخ، وقدرة تدميرية نووية خيالية، قادرة على بلوغ أي نقطة في الكوكب خلال دقائق معدودة.

كل سلاح من هذه المنظومات لا يمثل مجرد أداة للدمار، بل رمزًا لمعادلة توازن رعب جديدة تتشكل بصمت خلف الأبواب المغلقة لمراكز الأبحاث العسكرية الكبرى. السباق نحو التفوق في هذا المجال لا يعرف توقفًا، والقدرة على امتلاك أو صد هذه الأسلحة قد تحدد مستقبل الأمن العالمي لعقود قادمة. وبين استعراض القوة والتلويح بالردع، يبقى سؤال واحد معلقًا: هل سيصبح الصراع القادم أسرع من الصوت… وأقرب إلى النهاية؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك