أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي
لم تعد القاذفات الاستراتيجية مجرد طائرات ضخمة تحمل القنابل وتسقطها على أهدافها عشوائيًا، بل تحولت إلى أدوات حرب ذكية ودقيقة تُجسد تفوق التكنولوجيا العسكرية.
في العقود الأخيرة، دخلت القاذفات عصرًا جديدًا، حيث أصبحت قادرة على الطيران آلاف الكيلومترات دون اكتشاف، وضرب أهداف بدقة متناهية بفضل الذكاء الاصطناعي، وأنظمة التوجيه المتطورة، والتقنيات الشبحية.
من “القصف السجادي” إلى القنابل الذكية
ما يُعرف تاريخيًا بـ"القصف السجادي" — أي الإغراق الناري العشوائي على مساحات واسعة — أصبح من أساليب الماضي. اليوم، باتت القاذفات الحديثة تحمل ذخائر موجهة عبر:
أنظمة الليزر.
نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
صواريخ كروز بعيدة المدى.
والجديد هو التحول نحو الصواريخ الفرط صوتية (Hypersonic)، التي تتمتع بسرعة تفوق 5 ماخ، وقدرة على المناورة تُعجز أنظمة الدفاع الجوي الحديثة عن اعتراضها.
الردع النووي لا يزال حاضرًا
معظم القاذفات الاستراتيجية اليوم تُصمم لحمل أسلحة تقليدية ونووية على حد سواء. ما يمنح الدول المالكة لها قوة ردع كبرى، ويجعل من هذه الطائرات عناصر محورية في العقيدة العسكرية الحديثة، خصوصًا في سياق التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
وهذه أفضل 7 قاذفات استراتيجية في العالم اليوم:
المركز السابع: توبوليف TU-22M3M (روسيا)
تُعد نسخة مطورة من قاذفة الحقبة السوفيتية TU-22M3، وتتميز بـ:
قدرة على التزود بالوقود جوًا.
جناحين متغيري الزاوية للمناورة.
قابلية حمل صواريخ فرط صوتية مثل KH-32، وربما “كينجال” مستقبلاً.
يُقدر عدد القاذفات النشيطة منها بـ57 طائرة، لكن نسخ M3M لا تزال محدودة.
المركز السادس: شيان H-20 (الصين)
أول قاذفة استراتيجية صينية حقيقية، يلف الغموض تفاصيلها التقنية، لكن أبرز مواصفاتها المتوقعة تشمل:
تصميم شبح متأثر بـ B-2 الأمريكية.
مدى يفوق 8,500 كلم دون تزويد بالوقود.
حمولة تصل إلى 40 طناً من الذخائر.
رغم أنها أقل سرعة، إلا أنها تركز على التخفي والمدى الطويل.
المركز الخامس: روكويل B-1B لانسر (الولايات المتحدة)
رغم تقدمها في السن، تبقى B-1B واحدة من القاذفات الأكثر فعالية، بفضل:
قدرة على الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت (1.25 ماخ).
جناحين متحركين.
حمولة تقليدية تصل إلى 57 طناً.
لا تزال في الخدمة بـ45 طائرة، موزعة على قاعدتين أمريكيتين.
المركز الرابع: توبوليف TU-160M2 (روسيا)
أسرع وأضخم قاذفة قتال في العالم، بقدرات فائقة تشمل:
مدى طويل جدًا.
حمولة تصل إلى 40 طناً.
تسليح بصواريخ بعيدة المدى KH-101/102.
تواجه صعوبات في الإنتاج، ويُستخرج أغلب هياكلها من مخزونات الحقبة السوفيتية.
المركز الثالث: PAK DA (باك دا) (روسيا)
مشروع مستقبلي لقاذفة شبحية بعيدة المدى، يُفترض أن تحل محل TU-95:
تصميم يشبه “الجناح الطائر” لتقليل البصمة الرادارية.
مدى قد يصل إلى 12,000 كلم.
قدرة على التحليق لمدة 30 ساعة متواصلة.
لكن البرنامج يُعاني من تأخيرات، وقد لا يدخل الخدمة قبل 2030.
المركز الثاني: بي-2 سبيريت B-2 Spirit (الولايات المتحدة)
من أشهر القاذفات الشبحية في التاريخ، بتصميم فريد وبصمة رادارية شبه معدومة:
تحمل أسلحة نووية وتقليدية.
تشتهر بمشاركتها في عمليات في العراق، ليبيا، أفغانستان.
تُغطي بمواد تمتص موجات الرادار، وتُشبه بصمتها طائرًا صغيرًا.
رغم تكلفتها العالية، تبقى من أعمدة الردع الجوي الأمريكي.
المركز الأول: بي-21 رايدر B-21 Raider (الولايات المتحدة)
القاذفة الأحدث في العالم، وصنّفها البنتاغون ضمن الجيل السادس من الطيران الحربي:
تُصمم لتفادي أقوى أنظمة الدفاع الجوي المعاصرة.
مزودة بأنظمة ذكاء اصطناعي لدعم الطيران.
ستحل تدريجيًا محل B-1B وB-2 خلال العقد الجاري.
B-21 تمثل قفزة نوعية في عالم القاذفات، وركيزة رئيسية في استراتيجية الردع الأمريكية المستقبلية.
سماء العالم تزدحم بالردع عالي التقنية
في ظل تصاعد التهديدات العالمية، عادت القاذفات الاستراتيجية إلى واجهة سباق التسلح، لكن هذه المرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتقنيات التخفي، والصواريخ الفرط صوتية.
إنها ليست فقط آلات للحرب، بل رسائل سياسية طائرة، تُحلّق آلاف الكيلومترات لتقول للعالم: "نحن هنا… ويمكننا الضرب بدقة متناهية وفي أي وقت".
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك