أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي
في عملية وُصفت بأنها الأجرأ منذ عقود، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية تفاصيل ضربة عسكرية سرّية استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، تحت اسم “عملية مطرقة منتصف الليل” (Operation Midnight Hammer)، نفذتها قاذفات الشبح B-2 واستُخدمت خلالها قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، في أول استعمال قتالي رسمي لها.
عملية فائقة السرية بتوقيع B-2
الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع بيت هيغسيث أن العملية كانت “معقدة وسرّية للغاية”،ولم يعلم بها سوى عدد محدود من كبار المسؤولين.
انطلقت العملية في تمام 6:40 مساءً بتوقيت واشنطن يوم السبت، واستهدفت أساساً موقع فوردو الشديد التحصين، الواقع تحت الأرض قرب مدينة قم الإيرانية، إلى جانب منشآت في نطنز وأصفهان.
ضربات دقيقة في قلب إيران
شاركت في العملية 7 قاذفات B-2 ألقت 14 قنبلة GBU-57 على أهداف متعددة، مدعومة بـ 118 طائرة أخرى من بينها مقاتلات ومزودات بالوقود جواً.
كما أطلقت غواصة أمريكية أكثر من 24 صاروخ توماهوك على أهداف في أصفهان قبل دقائق من دخول القاذفات المجال الجوي الإيراني.
البيانات المصورة التي عرضتها القيادة العسكرية أظهرت أن الضربات تمّت بين الساعة 6:40 و7:05 مساء، دون أن ترصد أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية أي من القاذفات، أو تطلق تجاهها نيرانا.
الحفاظ على المفاجأة..خدعة تكتيكية
بحسب كين، استخدمت القيادة الأمريكية خدعة تمويهية دقيقة قبل الضربة، حيث تم توجيه جزء من التشكيل الجوي نحو المحيط الهادئ لإيهام أنظمة الرصد بمناورة تدريبية، بينما توجّهت القاذفات الحقيقية نحو الشرق، مرورًا بعدة عمليات تزود بالوقود جواً، في رحلة استغرقت أكثر من 18 ساعة.
أهداف محدودة ورسائل مفتوحة
وزير الدفاع الأمريكي أوضح أن العملية لم تكن لتغيير النظام الإيراني، بل لتوجيه ضربة محددة ضد قدرة طهران على تطوير السلاح النووي، مؤكدًا أن “الأهداف ضُربت بفعالية ساحقة”، وأن القوات الأمريكية جاهزة لأي رد محتمل.
وصرّح الرئيس دونالد ترامب لاحقًا أن المواقع النووية “تم تدميرها بالكامل”، معتبرا أن التهديد النووي الإيراني تم تحييده.
الحرس الثوري يتوعد
في أول رد إيراني، أصدر الحرس الثوري بيانًا أعلن فيه أن “مصادر استخباراتية” مكّنته من تتبع تحركات الطائرات الأمريكية، متوعدًا بـ”رد حتمي”، دون أن يوضح طبيعة أو توقيت هذا الرد.
غير أن السلطات الإيرانية لم تُعلن عن تفعيل دفاعاتها خلال العملية، ما أثار تساؤلات حول فاعلية شبكتها الدفاعية في مثل هذه الظروف.
هدوء بعد العاصفة
حتى مساء الأحد، أكدت القيادة الأمريكية عودة جميع الطائرات المشاركة دون خسائر، ولا توجد مؤشرات على شن ضربات إضافية، وسط مراقبة شديدة لأي رد فعل إيراني.
لكن “مطرقة منتصف الليل” فتحت فصلاً جديداً في الصراع الأمريكي الإيراني، عنوانه الدقة، المفاجأة، والرسائل غير المباشرة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك