الدرع الحديدي في مواجهة الخطر الإيراني..كيف تحمي إسرائيل مجالها الجوي؟

الدرع الحديدي في مواجهة الخطر الإيراني..كيف تحمي إسرائيل مجالها الجوي؟
شؤون أمنية وعسكرية / الثلاثاء 17 يونيو 2025 - 15:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي

مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، وظهور سيناريوهات حرب مفتوحة بالصواريخ والطائرات المسيرة، تعود منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية إلى واجهة النقاش العسكري، باعتبارها الخط الأول لحماية المجال الجوي الإسرائيلي من تهديدات متعددة المصادر، أبرزها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الإيرانية.

في هذا التقرير، نكشف أبرز أنظمة الدفاع الجوي التي تعتمد عليها إسرائيل لمواجهة تهديدات إيران، ونقارن بين قدراتها التقنية وحدود فعاليتها في حال اندلاع نزاع شامل.

القبة الحديدية (Iron Dome): الحارس القريب

تمثل "القبة الحديدية" أشهر منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وقد تم تطويرها من طرف شركة "رافائيل" بالتعاون مع شركة "ELTA" التابعة لصناعات الفضاء الإسرائيلية. تم تصميم النظام لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون، وقد أثبت فعاليته الكبيرة في اعتراض صواريخ تُطلق من غزة وجنوب لبنان.

ورغم نجاحه التكتيكي، فإن القبة الحديدية غير مخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية أو الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى، مما يجعلها مجرد خط دفاع أولي ضمن شبكة أوسع.

مقلاع داوود (David's Sling): ضد التهديدات المتوسطة

نظام "مقلاع داوود" (David's Sling) صُمم خصيصًا لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، التي قد تطلقها إيران أو حزب الله. يشكل هذا النظام حلقة وصل بين القبة الحديدية ومنظومة "آرو" المخصصة للصواريخ الباليستية.

يعتمد النظام على صواريخ اعتراض متقدمة موجهة برادار، ويتمتع بقدرة على الاشتباك مع أهداف على ارتفاعات ومسافات عالية، مما يجعله مناسبًا لاعتراض صواريخ من طراز "فاتح" أو "ذو الفقار" الإيرانية.

سهم 2 و3 (Arrow 2 & Arrow 3): المواجهة في الفضاء

يعد نظام "آرو" (Arrow) حجر الأساس في منظومة الدفاع الاستراتيجي الإسرائيلي ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية. ويأتي على شكل نسختين رئيسيتين: "سهم 2" لاعتراض الصواريخ في الطبقة الجوية العليا، و"سهم 3" لاعتراضها في الفضاء الخارجي.

طورت إسرائيل هذا النظام بالتعاون مع الولايات المتحدة، وهو مخصص لمواجهة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى مثل "شهاب 3" و"خرمشهر"، التي تمتلكها إيران. ويتميز "سهم 3" بالقدرة على تدمير الرأس الحربي قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي، ما يُقلل من خطر التدمير داخل الأراضي.

الليزر الدفاعي: السلاح القادم

تعمل إسرائيل على تسريع تطوير منظومة دفاعية تعتمد على الطاقة الموجهة أو الليزر، تحت اسم "Iron Beam". وتُراهن وزارة الدفاع الإسرائيلية على هذا النظام كعنصر ثوري في مواجهة وابل الطائرات المسيّرة والصواريخ الرخيصة التي تستخدمها جماعات موالية لإيران.

رغم أن المشروع لا يزال في طور التجريب، إلا أنه يمثل مستقبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، خصوصًا في سياق التصدي لهجمات مشبعة يصعب اعتراضها بالكامل بالأنظمة التقليدية المكلفة.

المظلة الأمريكية: دعم تكتيكي واستراتيجي

بالإضافة إلى أنظمتها المحلية، تستفيد إسرائيل من الدعم الأمريكي المباشر، بما في ذلك نشر أنظمة "باتريوت" و"THAAD" على الأراضي الإسرائيلية في بعض الأحيان، خصوصًا خلال فترات التوتر الإقليمي الحاد. كما أن التعاون الاستخباراتي والتكنولوجي مع واشنطن يُعزز من قدرة تل أبيب على الرصد المبكر والتعامل مع التهديدات.

هل تكفي هذه المنظومات لردع إيران؟

رغم التقدم التكنولوجي الكبير، يقر العديد من الخبراء بأن قدرة إسرائيل على التصدي لهجوم شامل ومكثف من إيران تبقى محدودة نسبيًا، خصوصًا إذا تم إطلاق مئات الصواريخ في وقت واحد، مع استخدام طائرات مسيّرة انتحارية وأهداف خادعة.

وتُشكل حرب "الإشباع" إحدى أبرز التحديات، حيث يمكن لإيران أو حلفائها إغراق الدفاعات الإسرائيلية بعدد كبير من الصواريخ في وقت واحد، ما يتجاوز قدرة الرد الفوري ويحدث اختراقات محتملة.

 سباق دائم بين الصاروخ والمنظومة

يبدو المشهد كسباق دائم بين تطوير الصواريخ من جهة، وتحسين الدفاعات من جهة أخرى. ورغم التفوق التقني لإسرائيل في مجالات عدة، إلا أن الحرب المحتملة مع إيران تحمل سيناريوهات غير مسبوقة، قد تختبر لأول مرة فعالية هذه المنظومات في مواجهة خصم إقليمي يمتلك ترسانة متنوعة وقادرة على إطلاق وابل معقّد من التهديدات.

ويبقى السؤال الحاسم: هل تكفي التكنولوجيا وحدها لضمان الحماية؟ أم أن القادم قد يفرض معادلات جديدة في الأمن العسكري بالمنطقة؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك