صفقة نارية بـ260 مليون دولار والمغرب يعزز ترسانته بصواريخ جافلين الأميركية القاتلة

صفقة نارية بـ260 مليون دولار والمغرب يعزز ترسانته بصواريخ جافلين الأميركية القاتلة
شؤون أمنية وعسكرية / الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 17:35 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي

في خطوة استراتيجية تعزز قدرات الجيش المغربي في مجال الدفاع المضاد للدروع، صادقت الإدارة الأميركية على صفقة تسليح ضخمة لفائدة المملكة، تتضمن تزويدها بـ612 صاروخاً فتاكاً من طراز FGM-148F Javelin، إلى جانب 200 وحدة إطلاق وتحكم خفيفة (LWCLU)، وفقاً لما أعلنه السجل الفدرالي الأميركي يوم الجمعة 30 ماي 2025.

وتبلغ القيمة الإجمالية للصفقة حوالي 260 مليون دولار، أي ما يعادل قرابة 2.55 مليار درهم مغربي، وتشمل تجهيزات لوجستية وتدريبية متكاملة: ذخائر للتمارين، أجهزة محاكاة متطورة، دلائل تشغيل وصيانة، أدوات اختبار، قطع غيار، وخدمات دعم تقني وعملياتي.

صواريخ جافلين تُعد من بين أكثر الأنظمة فعالية في العالم ضد المدرعات الثقيلة والتحصينات الثابتة. وتتميز بتقنية "أطلق وانسَ"، التي تمكّن المقاتل من إطلاق الصاروخ والاحتماء فوراً، دون الحاجة لتتبعه بصرياً. يصل مداها المؤثر لأكثر من 2500 متر، وتستخدم رؤوساً حربية ترادفية قادرة على اختراق أحدث أنواع الدروع، بما فيها الدروع التفاعلية.

منظومة LWCLU المصاحبة ليست فقط وحدة تحكم، بل منصة استطلاع ورصد دقيقة، مزودة بمنظار ليلي ونهاري، وكاميرا حرارية عالية الدقة، ونظام ليزري لتحديد الأهداف، ومكونات إلكترونية ذكية مقاومة للتشويش، ما يجعلها صالحة للعمل في أقسى ظروف المعركة. ويمكنها أيضاً تنفيذ الهجمات بشكل مباشر أو من الأعلى، بحسب تكتيك المعركة.

وتعتبر واشنطن أن المغرب يقدم ضمانات أمنية وتكنولوجية صارمة لحماية أسرار هذا النظام المتطور، المصنف ضمن فئة المعدات “السرية”، ما يفسر الثقة الأميركية المتزايدة في الشريك المغربي. ووفقاً لوزارة الخارجية الأميركية، فإن هذه الصفقة لن تمسّ القدرات القتالية للجيش الأميركي، ولا تتضمن أي التزام بالتصنيع المحلي أو بالتعويض الصناعي، لكنها تشكل مساهمة واضحة في دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن.

ويأتي هذا التطور ليؤكد الموقع المتقدم الذي باتت تحتله القوات المسلحة الملكية في التوازنات الجيوسياسية شمال إفريقيا، ويجسد سياسة التحديث الذكي للمعدات الدفاعية التي ينهجها المغرب، دون امتلاك النفط، ولكن برؤية دقيقة تدمج بين الحلفاء الاستراتيجيين والتنويع التكنولوجي الرفيع.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك