الرباط تفتح أجواءها لـ"إمبراير"..صفقة عسكرية ومدنية مرتقبة تعزز شراكة المغرب والبرازيل

الرباط تفتح أجواءها لـ"إمبراير"..صفقة عسكرية ومدنية مرتقبة تعزز شراكة المغرب والبرازيل
شؤون أمنية وعسكرية / السبت 10 مايو 2025 - 19:13 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت

في خطوة جديدة تعكس الدينامية المتصاعدة التي يشهدها قطاع الدفاع المغربي، أوفدت شركة "إمبراير" (Embraer) البرازيلية وفدًا رسميًا إلى المغرب ، بهدف تسريع المفاوضات الجارية حول صفقة عسكرية محتملة تشمل طائرات النقل المتطورة KC-390 Millennium.

الزيارة تأتي في سياق تنامي التعاون التقني والتجاري بين الرباط وبرازيليا، وسط مؤشرات إيجابية تعزز فرص الشركة في كسب موطئ قدم استراتيجي في السوق الإفريقية انطلاقًا من المملكة المغربية.

KC-390 Millennium.. رهان إمبراير في إفريقيا

الملف الأبرز الذي يحمله وفد إمبراير خلال زيارته للمغرب يتعلق بطائرة KC-390، التي تعد من أبرز المنتجات العسكرية للشركة البرازيلية. وتتميز هذه الطائرة بقدراتها المتعددة، حيث يمكن توظيفها في النقل العسكري التكتيكي، والإجلاء الطبي، إضافة إلى إمكانية تزويد الطائرات الأخرى بالوقود جوًا، ما يجعلها منافسًا مباشرًا لطائرة C-130 Hercules الأمريكية الشهيرة.

وتراهن الشركة على إقناع القوات الجوية الملكية المغربية بإضافة KC-390 إلى أسطولها، في إطار جهود المملكة المستمرة لتحديث تجهيزاتها الدفاعية وتوسيع قدراتها اللوجستية الجوية، خصوصًا في ظل المهام المتعددة التي تضطلع بها القوات المسلحة الملكية داخل وخارج الحدود.

اهتمام إمبراير يتجاوز الجانب العسكري

ورغم أن الجانب العسكري يتصدر جدول أعمال الزيارة، إلا أن الشركة البرازيلية تسعى أيضًا إلى تعزيز حضورها في المجال المدني بالمغرب. حيث تخطط إمبراير لعرض طرازَي E190-E2 وE195-E2، اللذان ينتميان إلى الجيل الجديد من الطائرات المدنية الإقليمية، كبديلين محتملين للطائرات الأربعة من طراز E190-E1 التي تشغلها حاليًا شركة الخطوط الملكية المغربية.

الناقل الجوي الوطني، الذي يحتفظ بخط مباشر يربط الدار البيضاء بمدينة ساو باولو البرازيلية، يُعدّ شريكًا محتملًا لإمبراير في هذا المسار، خصوصًا أن الشركة المغربية سبق أن تعاملت بنجاح مع طائرات الجيل الأول، ما يُمهّد الطريق لتوسيع التعاون في المستقبل القريب.

أسطول متنوع يفتح الباب أمام التحديث

تُشغّل القوات الجوية الملكية المغربية حاليًا أسطولًا متنوعًا من طائرات النقل العسكري، يضم 14 طائرة من طراز C-130H Hercules – من بينها نسختان KC-130H المخصصتان للتزود بالوقود جوًا – إضافة إلى 7 طائرات Airbus CN-235M، و4 طائرات Leonardo C-27J. هذا التنوع يمنح المغرب هامشًا كبيرًا في اختيار الأنسب ضمن استراتيجيته الجديدة لتحديث القوة الجوية.

ومع استمرار التحول في العقيدة العسكرية للمغرب نحو قدرات أكثر تنوعًا ومرونة، فإن طائرة KC-390 تمثل خيارًا واعدًا لتعزيز قدرة القوات الجوية على القيام بمهام معقدة في بيئات مختلفة، سواء في الداخل أو ضمن المهام الإقليمية والدولية.

المغرب كمنصة استراتيجية لإمبراير في شمال إفريقيا

تسعى إمبراير، من خلال هذه الخطوة، إلى تعزيز حضورها في شمال إفريقيا، انطلاقًا من المغرب، باعتباره بلدًا استراتيجيًا يتمتع بموقع جغرافي متميز، وواجهة جوية مهمة نحو أوروبا وغرب إفريقيا وأمريكا الجنوبية. كما أن سياسة الانفتاح التي تعتمدها الرباط في مجال التعاون الدفاعي والتكنولوجي تجعلها شريكًا مثاليًا لتجريب وتطوير حلول جديدة في مجالات الطيران المدني والعسكري.

وتُشير تحركات إمبراير إلى رغبة واضحة في تأسيس شراكة مستدامة مع المغرب، قد تتجاوز مجرد التوريد إلى مجالات أوسع تشمل التدريب والصيانة وربما التصنيع المشترك على المدى المتوسط، في حال تطورت العلاقات الصناعية بين الجانبين.

تحديث مستمر في ظل تحولات إقليمية

زيارة وفد إمبراير تأتي في سياق أوسع من التحولات التي يشهدها الجيش المغربي، الذي يسعى إلى تحديث ترسانته الجوية والبحرية والبرية لمواكبة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة. وقد أظهر المغرب في السنوات الأخيرة إرادة واضحة في اقتناء أحدث الأنظمة الدفاعية، مع الحرص على تنويع الشركاء بين الولايات المتحدة، وفرنسا، وإسرائيل، وأخيرًا البرازيل، ما يتيح له مرونة استراتيجية كبيرة في اتخاذ قراراته السيادية.

ومن المنتظر أن تشكل نتائج هذه الزيارة خطوة جديدة نحو توسيع الحضور البرازيلي في السوق المغربية، بينما تواصل الرباط رسم ملامح عقيدتها الدفاعية الجديدة، القائمة على التحديث والانفتاح التكنولوجي والتحالفات المتوازنة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك