نيران تحت الرماد: سباق الردع بين الهند وباكستان يمنع الانفجار الكبير

نيران تحت الرماد: سباق الردع بين الهند وباكستان يمنع الانفجار الكبير
شؤون أمنية وعسكرية / الجمعة 09 مايو 2025 - 22:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي

رغم استمرار الاحتكاكات العسكرية والمواجهات المحدودة على طول خط السيطرة في كشمير، تُبقي الهند وباكستان على خيط رفيع من التوازن يمنع اندلاع حرب شاملة، حيث يدرك الطرفان أن أي انزلاق غير محسوب نحو التصعيد الكامل سيعني الدمار المتبادل، خاصة أن كل منهما يمتلك ترسانة نووية ضخمة تقدر بما بين 170 و180 رأساً نووياً موزعة على أنظمة إطلاق متعددة المدى.

في موازين القوة التقليدية، تميل الكفة بوضوح لصالح الهند التي تبلغ ميزانيتها الدفاعية لعام 2025 حوالي 75 مليار دولار مقابل 10 مليارات فقط لباكستان، كما أن عدد الجنود الهنود يتجاوز بأضعاف عدد القوات الباكستانية، ما يعزز من تفوق نيودلهي في حال نشوب حرب برية أو نزاع مفتوح على نطاق واسع.

ورغم ذلك، تبقى المواجهات بين الطرفين منضبطة ضمن قواعد اشتباك غير معلنة، حيث تقتصر الضربات على المواقع العسكرية والمناطق النائية القريبة من خط التماس في كشمير، ما يعكس حرصاً واضحاً من الطرفين على تجنب استهداف المناطق السكنية والمدن الكبرى، تجنباً لإثارة الرأي العام الداخلي والدولي وفتح الباب أمام تصعيد لا يمكن احتواؤه.

وتُستخدم هذه الضربات المحدودة لأهداف سياسية داخلية في كلا البلدين، حيث يسعى كل طرف لإرضاء التيارات القومية المتشددة دون الانجرار إلى مواجهة كبرى. وهكذا تظل كشمير، الجرح المفتوح، ساحة اشتباك محسوب، ونقطة توتر دائمة تُدار ببرود رغم سخونة الأرض تحت الأقدام.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك