أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
في إطار الرؤية المغربية الهادفة إلى
تعزيز الأمن الصحي بالقارة، احتضنت القوات المسلحة الملكية بشراكة مع القيادة
العسكرية الأمريكية في إفريقيا ورشة تحالف الشركاء الأفارقة للاستجابة لتفشي
الأوبئة التي تُنظم تحت شعار تعزيز الأمن الصحي من خلال التعاون المدني العسكري.
ويهدف هذا اللقاء إلى بناء شبكة قارية متماسكة وقادرة على الاستباق والتعامل
بفعالية مع المخاطر الصحية المتصاعدة.
وشهدت الورشة مشاركة خبراء من دول
إفريقية والولايات المتحدة والمغرب، الذين ناقشوا على مدى عدة أيام قضايا محورية
مثل المراقبة الوبائية وتدبير الأزمات والتواصل في حالات الطوارئ، إضافة إلى تأثير
التغير المناخي على انتشار الفيروسات وتعزيز القدرات الوطنية. ويأتي هذا النقاش في
سياق عالمي متوتر تُشكل فيه الأوبئة تهديدًا متناميًا يتجاوز حدود الدول
والإمكانات التقليدية للأنظمة الصحية.
وتركز الورشة على تطوير الكفاءات
وتعزيز تكوين الموارد البشرية ووضع توصيات عملية لتحسين التنسيق بين المؤسسات
العسكرية والمدنية، بما يضمن جاهزية القارة لمواجهة الطوارئ الصحية. وقد أكد
الطبيب الجنرال عمر أكدر أن الصحة العمومية أصبحت ركيزة للاستقرار وأن التكامل بين
الجيش والقطاعات المدنية يشكل قوة استراتيجية لمواجهة أي تهديد وبائي.
كما شدد قادة التحالف على ضرورة توحيد
الجهود وتقاسم البيانات والخبرات لبناء منظومة صحية قارية تتسم بالمرونة والصمود.
وأشار خبراء مغاربة إلى أن إفريقيا تحتاج اليوم إلى منظومة قادرة على الكشف المبكر
والاستجابة السريعة رغم التحديات المتعلقة بمحدودية الموارد وآثار التغير المناخي
وتكرار موجات الأوبئة.
ويُذكر أن مبادرة أبورا التي تأسست
عقب أزمة إيبولا سنة ألفين وأربعة عشر، باتت اليوم تضم ثمانية وثلاثين بلدًا وتعد
منصة مؤثرة لتعزيز التعاون بين القوات المسلحة والسلطات الصحية المدنية، وهي تمثل
رهانًا استراتيجيًا لبناء قارة خالية من الأوبئة من خلال مقاربة شمولية تربط الصحة
بالأمن وتضع الإنسان في قلب الأولويات.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك