لحظة بين الحياة والموت..دليلك الذهبي لإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان

لحظة بين الحياة والموت..دليلك الذهبي لإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان
صحة / الأربعاء 18 يونيو 2025 - 10:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الرباط

الاختناق من الحالات الطارئة التي قد تحدث فجأة وتعرض حياة الإنسان لخطر حقيقي في ثوانٍ معدودة، وغالبًا ما تكون الإسعافات الأولية هي الفاصل بين الحياة والموت.

في اللحظة التي ترى فيها شخصًا يعاني من صعوبة في التنفس، لا تنتظر. الوقت هنا هو العدو الأول. الإسعاف السريع والتصرف بثقة قد يصنعان المعجزة التي تعيد النبض إلى صدر كاد أن يتوقف.

أول ما يجب فعله هو تقييم الحالة، إذا كان الشخص يعاني من انسداد جزئي في مجرى التنفس، كالسعال المستمر أو صدور صوت أثناء التنفس، لا تتدخل مباشرة.

شجّعه على السعال بقوة، فهذا قد يطرد الجسم الغريب تلقائيًا.

لكن إذا كان المصاب لا يستطيع الكلام، أو لا يسعل، أو بدأ يفقد وعيه، فهنا تكون أمام حالة انسداد كلي، وتتطلب تدخلاً فوريًا باستخدام مناورة "هيملخ" الشهيرة لإنقاذ الحياة.

قف خلف المصاب، ولف ذراعيك حول خصره، وضع قبضة يدك فوق سرّته بقليل، وامسك القبضة باليد الأخرى، ثم اضغط بقوة إلى الداخل والأعلى دفعة واحدة.

كرر هذه الحركة حتى يخرج الجسم الغريب أو يفقد الشخص وعيه.

إذا فقد المصاب وعيه، لا تضيّع ثانية. ضع الشخص برفق على الأرض، وابدأ في الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) فورًا: 30 ضغطة صدرية تتبعها نفختا إنقاذ، واستمر حتى وصول فرق الإسعاف أو استعادة الوعي.

لا تضع يدك داخل فم المصاب لمحاولة إخراج الجسم الغريب، إلا إذا كنت تراه بوضوح ويمكنك سحبه بسهولة. فقد يؤدي ذلك إلى دفعه أعمق في الحلق وزيادة الوضع سوءًا.

يجب أن تبقى هادئًا. الذعر يصيب العقل بالشلل، بينما التروي واتخاذ القرار السريع ينقذ الأرواح. تذكّر أن الثقة تأتي من المعرفة، وأن كل ثانية تساوي حياة.

لا تنس الاتصال بالإسعاف فورًا.

حتى لو بدا أن المصاب قد تعافى، يجب أن يخضع لفحص طبي لأن بقايا الجسم العالق قد تسبب مضاعفات لاحقة أو انتكاسة مفاجئة.

من المهم أن يتعلّم كل شخص أساسيات الإسعافات الأولية. فالعلم بهذه المهارات ليس ترفًا، بل واجب إنساني يمكن أن يحوّل أي فرد إلى بطل في لحظة.

أما بالنسبة للأطفال، فهم أكثر عرضة لحالات الاختناق بسبب ابتلاعهم للألعاب الصغيرة أو الطعام دون مضغ جيد. لذلك، يتطلب الأمر وعيًا مضاعفًا من الآباء والمربين.

كما يجب الانتباه لكبار السن، خاصة الذين يعانون من صعوبات في البلع أو أمراض عصبية. فهم أيضًا ضمن الفئات المعرضة للاختناق ويحتاجون رعاية دقيقة خلال تناول الطعام.

الاختناق لا يميز بين صغير وكبير، ولا يمنح فرصة ثانية دائمًا. كل لحظة صمت فيها التنفس قد تعني خطوة نحو النهاية، لذلك فإن معرفة طرق الإسعاف السريعة تكتب بداية جديدة بدلًا من نهاية مأساوية.

تعلّم، درّب، ودرّس. كل من يعرف هذه المهارات يصبح جزءًا من شبكة إنقاذ لا تقدر بثمن، وكل فعل صغير منك قد يكون قصة حياة تبدأ من يديك.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك