أنتلجنسيا المغرب: أبو فراس
بعد واقعة مجازر سفاح مدينة "بن
أحمد" بدأت وزارة الصحة المغربية تتحرك بجدية إزاء الأزمة الصامتة التي تعاني
منها البلاد في مجال الصحة النفسية والعقلية، إذ كشف الوزير "أمين التهراوي"
عن أرقام توضح حجم الخصاص المزمن في هذا القطاع الحساس.
فعدد الأطر المختصة لا يتجاوز 3230
مهنيًا بمجموع القطاعات، وهو رقم هزيل مقارنة بتزايد الطلب واحتياجات المواطنين.
في القطاع العام، لا يوجد سوى 317
طبيبًا نفسيًا، مقابل 274 في القطاع الخاص، بينما لا يتعدى عدد المتخصصين في طب نفس
الأطفال 76 طبيبًا فقط بين القطاعين، وهو رقم يعكس ضعف الاستثمار في فئة عمرية
حساسة تُعدّ الأكثر هشاشة أمام الضغوط النفسية.
أما على مستوى التمريض، فيعمل حوالي
1700 ممرض فقط في قطاع الصحة العقلية، ما يدق ناقوس الخطر حول ضعف الطاقة
الاستيعابية.
وفي محاولة لتدارك النقص، أوضح الوزير
أن وزارته خصصت 123 منصبًا ماليًا جديدًا خلال عامي 2024 و2025 لفائدة هذا التخصص،
إلى جانب خطوات لإصلاح منظومة التكوين، وتوسيع العرض التكويني بشراكة مع التعليم
العالي، مع الإعداد لإطلاق برنامج وطني طموح يعيد الاعتبار للصحة النفسية كأولوية
اجتماعية.
الوزارة تعتزم أيضًا تعميم المصالح
النفسية داخل المستشفيات العمومية في جميع الأقاليم، وتطوير وحدات للاستشارات
الخارجية وتكوين فرق تدخل سريع في حالات الأزمات النفسية والاجتماعية. تحركات قد
تضع المغرب أخيرًا على طريق التعامل الجاد مع "المرض الخفي" الذي يستنزف
الأرواح في صمت.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك