اتفاق يفتح أبواب التغيير: وزارة الصحة والنقابة الوطنية للصحة العمومية يضعان خارطة طريق جديدة لتأهيل معاهد التمريض بالمغرب

أنتلجنسيا المغرب:أبو دعاء

في خطوة وُصفت بالتحولية داخل قطاع التكوين الصحي بالمغرب، تم التوصل إلى اتفاق مهم بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والنقابة الوطنية للصحة العمومية، يرمي إلى إرساء أسس حكامة فعالة وتحديث شامل للتكوين في المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة.

 الاتفاق جاء ثمرة اجتماع موسّع احتضنته مديرية الموارد البشرية بالرباط، بحضور مسؤولين من الوزارة وقيادات نقابية متمرسة، في لحظة تفاعلت فيها الحاجة إلى الإصلاح مع إرادة التغيير.

هذا التوافق بين الطرفين يعكس وعياً متقدماً بأهمية تأهيل التكوين الصحي ليتماشى مع التحولات المتسارعة التي يعرفها القطاع وطنياً ودولياً، كما يكرس مبدأ الشراكة المؤسساتية المبنية على الحوار الجاد والمسؤول، فالواقع التعليمي والتكويني الذي تعيشه المعاهد العليا يتطلب اليوم أكثر من أي وقت مضى إعادة هيكلة عميقة، سواء على مستوى البنية الإدارية أو البرامج الأكاديمية أو أوضاع الأساتذة والطلبة.

وإذ تُشيد النقابة الوطنية للصحة العمومية بهذا اللقاء النوعي، فإنها تعتبره انطلاقة لمسار إصلاح جذري سيكون له أثر مباشر على جودة الخدمات الصحية بالمغرب، حيث لا يمكن الحديث عن منظومة صحية فعالة دون نواة تكوينية متينة تُنتج كفاءات قادرة على التفاعل مع التحديات المتزايدة.

نص التصريح كاملا:

اتفاق بين وزارة الصحة والنقابة الوطنية للصحة العمومية لتعزيز الحكامة وتحديث التكوين في المعاهد العليا للمهن التمريضية و تقنيات الصحة

في اجتماع هام بين وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية والنقابة الوطنية للصحة العمومية العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل الذي عُقد صباح يوم الأربعاء 14 ماي 2025 بمديرية الموارد البشرية بالرباط و حضره السيد المدير المركزي عادل باش زنيبر و وفد يمثل مسؤولي النقابة بعدد من المعاهد العليا للمهن التمريضية و تقنيات الصحة، بحث الطرفان مجموعة من القضايا الهامة المتعلقة بتطوير هذه.

كما تداول الاجتماع، الذي جاء في إطار تعزيز الحكامة وتحسين التكوين الأكاديمي، و ناقش التحديات التي تواجه القطاع و تطرق إلى عدة محاور رئيسية تهدف إلى تحديث النظام الأكاديمي والإداري لهذه المعاهد.

و من أبرز هذه القضايا، مشكلة غياب تعيين مدراء بعدد من المعاهد، التي تسبب فراغا إداريا، يحول دون اتخاذ قرارات استراتيجية فعالة؛ بحيث أكد وفد النقابة على ضرورة تحديث الإطار القانوني والتنظيمي لمواكبة التحديات الراهنة وتحسين هياكل الحكامة الداخلية، بما في ذلك تعويض أعضاء المجالس المعاهد لضمان اتخاذ قرارات أكاديمية سليمة.

و على مستوى المناهج و البرامج التكوينية، شدد وفد النقابة الوطنية للصحة العمومية ف د ش على ضرورة تحديثها بما يتماشى مع التحولات التي يشهدها النظام الصحي، مع ضرورة توحيد دليل التداريب الميدانية لضمان تنسيق أفضل بين التخصصات المختلفة. وفيما يخص وضعية الأساتذة و موظفي المعاهد ، تم التأكيد على أهمية و ضرورة الحفاظ على وضعيتهم الإدارية و صون مكتسباتهم المهنية و الوظيفية الحالية في إطار تحولات المنظومة الصحية الجديدة. بالإضافة إلى إقرار تعويضات عادلة وتوفير ظروف عمل ملائمة لضمان بيئة تعليمية جيدة، مع تفعيل الإطار الصحي العالي لتحسين مستوى التدريب.

كما أكد فيدراليو الصحة، على أهمية التحول الرقمي داخل المعاهد عبر إنشاء منصة رقمية موحدة لإدارة النقاط والغياب والمداولات والشهادات، مما يسهم في تحسين سير العمل الإداري والأكاديمي. بالإضافة إلى ذلك، تم اقتراح إنشاء برنامج سنوي للتكوين المستمر لضمان تطوير مهارات العاملين في القطاع الصحي وتلبية احتياجاتهم الأكاديمية.

من جهة اخرى، بحث الاجتماع أيضاً سبل دعم البحث العلمي في المعاهد من خلال تحديث القوانين المتعلقة بهياكل البحث وتوفير الإمكانيات اللازمة لإجراء مشاريع بحثية متقدمة. كما تم التركيز على ضرورة تعزيز الشراكات مع المؤسسات الوطنية والدولية لتفعيل التعاون الأكاديمي والبحثي، مما يساهم في رفع مستوى التعليم والتكوين في المعاهد.

الاجتماع لم يغفل كذلك معالجة تحسين وضعية الطلبة، من خلال تحسين ظروف التدريب للطلبة في المعاهد، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة توفير منح كافية لتغطية تكاليف التدريب والتنقل. و تم التطرق كذلك إلى مشكلة تأخر الإعلان عن امتحانات الولوج إلى المعهد، مما يسبب ارتباكاً بين الطلبة ويؤثر سلباً على التخطيط الأكاديمي.

و في ختام الاجتماع، تم الاتفاق بين وزارة الصحة والنقابة الوطنية للصحة العمومية على ضرورة التعاون المستمر لتحديث وتحسين الوضع الأكاديمي والإداري في المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة.

هذا التعاون يهدف إلى تعزيز القدرات البحثية للأطر الأكاديمية وتوفير بيئة تكوين تلبي احتياجات القطاع الصحي، مما يسهم في رفع مستوى التكوين والتدريب في هذا المجال الحيوي.فيما أكد مصدر نقابي مسؤول ان النقابة الوطنية للصحة العمومية ف د ش ستعمد الى نشر و تعميم بلاغ تفصيلي للتواصل مع مهنيي الصحة و الأساتذة و موظفي و الطلبةبالمعاهد يتضمن كل محاور و نقط و مخرجات الاجتماع في القريب العاجل.

دائرة الإعلام و التواصل

النقابة الوطنية للصحة العمومية "ف.د.ش"