أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
في مدينة سيدي يحيى الغرب، تواصل جمعية "إكرام الميت" جهودها النبيلة في تنقية مقبرة المسلمين، مُسجلة حضورًا ميدانيًا مستمرًا يترجم صدق نيتها وحرصها على صون كرامة الموتى، في زمن خفتت فيه الأصوات الصادقة، الجمعية لا تشتغل لمجرد الظهور أو التقاط الصور، بل تسير بخطى ثابتة، مدفوعة بوازع أخلاقي وحرقة نابعة من الإحساس العميق بالمسؤولية.
حيث تدعو
جمعية "إكرام الميت" بسيدي يحيى الغرب كافة ساكنة المدينة وذوي الضمائر
الحية للمشاركة الفعلية والميدانية في حملة تطوعية واسعة لتنقية وتنظيف مقبرة
المدينة، وذلك يوم الغذ الجمعة 09 ماي 2025 إبتداء من الساعات الأولى صباحا، في
خطوة نبيلة تستهدف صون حرمة الأموات وتكريم أرواحهم بما يليق بمقامهم.
وتشدد
الجمعية على أن هذه المبادرة ليست فقط عملاً خيرياً، بل واجب ديني وإنساني
وأخلاقي، خاصة أن المقابر تعد مرآة لاحترام المجتمعات لذكراهم وماضيهم، وتظهر مدى
التزام الناس بمسؤولياتهم تجاه من فارقوا الحياة.
ودعت الجمعية جميع الفاعلين المحليين، من سلطات ومنتخبين ومجتمع مدني وشباب المدينة، إلى التفاعل الإيجابي مع هذا النداء، والمشاركة بحماس وتجرد في هذه الحملة، مساهمةً في إعادة الاعتبار للمكان الذي يؤوي أجساد من سبقونا إلى دار البقاء.
ويذكر معه أن، هذه الجمعية النشيطة نظمت يوم الأربعاء الماضي حملة جديدة ضمن مسلسل تدخلاتها، شملت تنظيف أجزاء من المقبرة الإسلامية بالمدينة، كما ستشمل هذه العملية رش المبيدات لمواجهة الحشرات والزواحف السامة، وإزالة الأعشاب الكثيفة التي تتحول إلى أوكار خطر داخل الحرم الجنائزي في برنامجها المقبل .
أعضاء الجمعية، هم مجموعة من الغيورين من أبناء المدينة، يطلقون دعوة علنية ومفتوحة لسكان سيدي يحيى الغرب، رجالًا ونساءً، للانخراط العملي والميداني في هذا العمل الجماعي.
ويشار معه،
أن هذه الجمعية المشهود لها بالكفاءة والعمل الميداني تعتمد في تمويلها على
المساهمات العينية من بعض المحسنين، وليس عبر المال، بل من خلال توفير الجير،
الصباغة، أدوات الحفر، والمعدات اللازمة لجمع النفايات والأعشاب، مبادرة تتطلب
الدعم الحقيقي من المجلس البلدي للمدينة، قبل أن تتحول المقبرة إلى مرتع للإهمال
والتهميش، وتضيع معها قيمة كان الأجداد يعرفون معناها جيدًا.
الحقيقة دعوة
لا تقتصر على الحضور الرمزي أو الخطابات المنمقة، بل تطالب بمبادرة فعلية من كل من
يزور موتاه، حتى لا تبقى المقبرة حكرًا على قلة تُقاتل وحدها من أجل صيانة حرمة
الموتى وسط لامبالاة مؤلمة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك