أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل
تشتهر جماعة تالوين بإقليم تارودانت
بكونها المعقل الأول للذهب الأحمر في المغرب، حيث تنتج أفضل أنواع الزعفران عالي
الجودة، المعتمد على خبرة نسائية متوارثة تجعل من هذه النبتة الثمينة مورد رزق
أساسيا إلى جانب الزراعة المعاشية. ويستعمله سكان المنطقة في الشاي ويقدمونه
للضيوف والسياح باعتباره منتوجا غذائيًا نادرا ذا قيمة راسخة في ثقافة المنطقة.
ومع حلول موسم القطف بين أكتوبر
ونونبر، تنطلق رحلة النساء فجرا نحو الحقول لالتقاط الزهور البنفسجية قبل أن
تلامسها أشعة الشمس، فالهشاشة الكبيرة لهذه النبتة تجعل من عملية الجني عملا دقيقا
يتطلب سرعة ومهارة، إذ يحتاج إنتاج كيلوغرام واحد من الزعفران إلى قطف ما لا يقل
عن مائة وخمسين ألف زهرة، وكلها تُنتزع بأنامل اليد فقط.
هذا المجهود الهائل يجعل من النساء
الركيزة الأساسية في سلسلة الإنتاج، كما أوضح مدير التعاونية الفلاحية سكينة،
إدريس سميح، مؤكدا أن تعزيز هذه الزراعة بالمنطقة ارتفع بفضل ثمن الزعفران والطلب
المتزايد عليه، إلى جانب إحداث عشرات التعاونيات التي ساهمت في الرفع من القيمة الاقتصادية
للمنتوج.
وبعد عملية الجني، تبدأ مرحلة ثانية
لا تقل دقة، حيث تتوجه النساء إلى مقر التعاونية لفرز الشعيرات الرقيقة من الزهرة
وتجفيفها وتلفيفها لتصبح جاهزة للتسويق، كما أوضحت نزهة البتوني، التي شددت على أن
جمع الزهور قبل تفتحها خطوة أساسية للحفاظ على الجودة.
وفي إطار دعم سلسلة الزعفران، احتضنت تالوين فعاليات الدورة السادسة عشرة من المهرجان الدولي للزعفران، بمشاركة أكثر من تسعين تعاونية من مختلف جهات المملكة، في معرض امتد على ثمانية آلاف متر مربع، هدف إلى خلق دينامية اقتصادية وتنشيط التعاونيات وتعزيز قدرات الفاعلين من خلال ورشات علمية وأنشطة ثقافية وفنية.
ويُعد المغرب اليوم رابع أكبر منتج للزعفران عالميا
بإنتاج يصل إلى خمسة أطنان ومساحة تفوق ألفا ومئتين وخمسين هكتارا، ما يعزز مكانة
تالوين كعاصمة الذهب الأحمر بلا منازع.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك