أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
يعيش سكان دوار
أولاد بورنجة بإقليم سيدي سليمان مأساة إنسانية حقيقية، بعدما تحولت حياتهم
اليومية إلى صراع دائم مع غياب أبسط شروط العيش الكريم.
فالساكنة ما
زالت تعتمد على وسائل بدائية لتصريف المياه العادمة عبر ما يسمى محليًا
بـ"الساس"، في ظل غياب شبكة الصرف الصحي، مما جعل البيئة المحيطة بهم
بؤرة للروائح الكريهة والأمراض المتنقلة، وأضحى الأطفال أكثر عرضة للأوبئة ولسعات
الحشرات الضارة.
وقال عدد من السكان إنهم أصبحوا يعيشون وسط خطر دائم، بعدما
انتشرت القوارض الكبيرة المعروفة بـ"الطوبة" داخل منازلهم، تتقاسم معهم
الطعام وتعبث بالمؤن المنزلية، مستفيدة من مناخ ملوث وغياب النظافة العامة، هذه
الوضعية الكارثية جعلت الأسر في حالة استنفار دائم، بين حماية أطفالهم من الأمراض
وبين البحث عن وسائل بديلة لقضاء حاجاتهم اليومية في ظل غياب البنية التحتية
الأساسية.
وتؤكد مصادر محلية أن معاناة الساكنة ليست وليدة اليوم، بل تمتد
لسنوات من التهميش والإهمال الإداري والسياسي حيث تبقى هذه الدوائر مجرد خزان
للأصوات الإنتخابية، إذ لم تعرف المنطقة أي مشروع تنموي حقيقي يضمن للساكنة حقها
في تطهير السائل. كما أن شكاياتهم المتكررة ظلت حبيسة المكاتب، دون أن تجد طريقها
إلى التنفيذ، ما عمّق الإحساس بالتهميش والعزلة لدى المواطنين الذين يعيشون على
هامش الحياة الحضرية.
ويرى العديد من المواطنين
أن الأمل معقود على السيد "إدريس الروبيو"، عامل إقليم سيدي سليمان،
الذي بالإقليم سنة وبضع أيام، المعروف بحركيته الميدانية الدؤوبة، والذي كسر عزلة
المكاتب المغلقة بزيارات تفقدية متكررة بين سيدي يحيى وسيدي سليمان ومختلف
الدواوير، ويأمل السكان أن تكون تدخلاته الميدانية القادمة نقطة تحول حقيقية
لإنقاذ "دوار أولاد بورنجة" من الوضع المأساوي الذي يهدد حياتهم وحياة
أبنائهم، وإعادة الأمل إلى منطقة أنهكها الإهمال والتهميش.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك