أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
حق مع وقف
التنفيذ.. مأساة مواطن من ذوي الهمم تُختزل في "كشك" مؤجل منذ 2016
"الشرقي الدحماني"، شاب مغربي من (ذوي الاحتياجات الخاصة)، يحمل إجازة جامعية في "الدراسات الأساسية" حصل عليها من جامعة ابن طفيل، لكنه رغم مؤهلاته وإصراره، لا يزال ينتظر منذ 2016 أن يتحول حلم بسيط إلى واقع: "كشك" صغير في زاوية حي الفتح بمدينة سيدي يحيى الغرب.
رغم مرور تسع
سنوات، وتعاقب عدة مجالس وسلطات محلية، لا يزال قرار الترخيص باستغلال الملك
العمومي الذي صدر لفائدته سنة 2021 حبرًا على ورق، دون أن يُنفذ، كأن الزمن في هذه
المدينة يقف حينما يتعلق الأمر بحقوق المعوزين وأصحاب الإعاقات.
ما يزيد من
مرارة الانتظار، هو أن مستفيدين آخرين، بعضهم لا يتوفر على أي مستوى دراسي، ولا
يواجهون أي عائق بدني أو اجتماعي، حصلوا على تراخيص مماثلة، واستغلوا أماكن
استراتيجية، بل واستثمروا فيها بنجاح.
الشرقي أب
لثلاثة أطفال، يتنقل بعكازين، ويكافح يوميًا لتأمين لقمة العيش، بينما كشكه المؤجل
تحوّل إلى قصة بيروقراطية لا تنتهي، تتقاذفها مكاتب الجماعة والإقليم بين وعود
وملفات مركونة على الرفوف.
قرار رسمي
يحمل توقيع رئيس جماعة سيدي يحيى الغرب، صدر بتاريخ 10 يونيو 2021، يمنحه الحق في
استغلال مساحة 9 أمتار مربعة لمدة عشر سنوات، بإتاوة رمزية لا تتجاوز 50 درهمًا كل
ثلاثة أشهر، ومع ذلك لم يُنفذ القرار.
المثير أن
هذا القرار بُني على طلب رسمي تم تسجيله تحت عدد 1177، وعلى مقررات المجلس الجماعي
في دورة ماي 2016، ما يعني أن كل المساطر القانونية والإدارية قد استوفت شروطها،
ولم يبق سوى الإرادة السياسية لتنفيذه.
الشرقي
الدحماني وجّه نداءه الأخير لعامل إقليم سيدي سليمان، يطلب فيه فتح تحقيق عاجل،
لإماطة اللثام عن أسباب العرقلة، ولمحاسبة المتسببين في تجميد هذا الحق الذي منحه
له القانون والسلطة الجماعية.
قضية
"الدحماني" ليست استثناءً، بل نموذجًا صارخًا لواقع مغاربة الهامش، حيث
تجهض الكرامة فوق عتبات المكاتب، ويصبح الحق امتيازًا مؤجلاً، يُمنح بالمحسوبية
ويُمنع حين تغيب "الواسطة".
صرخة هذا
المواطن تختصر حجم الألم والمعاناة التي يكابدها العشرات مثله في مدن المغرب غير
النافع، حيث تتحول أبسط الحقوق إلى معارك مفتوحة مع صمت قاتل من المسؤولين.
يعقد الشرقي الدحماني آماله، بعد الله سبحانه وتعالى، على السيد إدريس الروبيو، عامل إقليم سيدي سليمان، المعروف بكفاءته العالية وجديّته في معالجة مختلف القضايا ذات البعد الإنساني، مسترشداً في ذلك بقيم ديننا الحنيف وتوجيهات جلالة الملك "محمد السادس" حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك