
بقلم : سعيد العيدي/ خريبكة
عقد مجلس جهة بني ملال-
خنيفرة دورته العادية لشهر اكتوبر 2025 بمقر الجهة ببني ملال يوم الإثنين 06
اكتوبر 2025 وصادق على نقاط جدول أعمال الدورة التي ترأس اشغالها السيد عادل
البراكات رئيس مجلس الجهة، بحضور السيد محمد بنرباك والي الجهة، و السيد الكاتب
العام للشؤون الجهوية، والسيدات والسادة أعضاء المجلس، وممثلو المصالح اللاممركزة،
وممثلو الهيئات الاستشارية المحدثة لدى مجلس الجهة وأطر إدارة الجهة، والولاية،
والوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع. وفي غياب بعض عمال الأقاليم بالجهة.
و في مستهل أشغال هذه
الدورة قدم رئيس مجلس الجهة، تقريرا إخباريا حول مجمل الأنشطة التي ميزت عمل
المجلس خلال الفترة الفاصلة بين الدورتين.
وقد تميزت هذه الدورة
بالمصادقة على كل من مشروع ميزانية الجهة برسم سنة 2026، والميزانية الملحقة لدار
المنتخب برسم سنة 2026، ومشروع برمجة الفائض التقديري لسنة 2026.
والى جانب ذلك، تدارس
المجلس وصادق على عدد من مشاريع اتفاقيات للشراكة همت على مستوى قطاع اعداد التراب
والتنمية المجالية والبيئة صادق على كل من ملحق رقم (1) لاتفاقية الشراكة والتعاون
المتعلقة بالمساعدة المعمارية والتقنية بالعالم القروي بين وزارة إعداد التراب
الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وزارة الاقتصاد والمالية، ومجلس جهة بني
ملال خنيفرة، و مشروع اتفاقية تعاون وشراكة من أجل تهيئة مداخل المدينة وخلق
فضاءات خضراء بالساحات العمومية بجماعة أولاد عياد إقليم الفقيه بن صالح، الى جانب
مشروع اتفاقية شراكة من أجل تمويل وإنجاز المشاريع المتعلقة بأنظمة المراقبة
بالكاميرات بالفضاء العــام وكـــذا عمليات الصيانـــة ومستلزمات الربط الشبكي والكهربائي
المرتبطة بها، بكل من مدينتي الفقيه بن صالح وسوق السبت، الى جانب مناقشة مشروع
اتفاقية شراكة تتعلق بإنجاز مشروع أشغال الحماية من الفيضانات بمركز أولاد زمام،
المقدم في إطار طلب المشاريع لسنة2025، الممولة من طرف "صندوق مكافحة آثار
الكوارث الطبيعية.
وعلى مستوى قطاع
التجهيزات والبنيات التحتية والنقل صادق المجلس على مشروع شراكة لتمويل وإنجاز
مشروع التطهير السائل بجماعة أهل المربع، بين وزارة الداخلية، مجلس جهة بني
ملال-خنيفرة، الجماعة الترابية أهل المربع إقليم الفقيه بن صالح، والوكالة
المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بتادلة.
اما على مستوى قطاع
التنمية الاقتصادية والاجتماعية والشؤون الرياضية تدارس المجلس وصادق على كل من
مشروع ملحق رقم 1 لاتفاقية شراكة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومجلس جهة
بني ملال-خنيفرة من أجل تأهيل وتجهيز وحدة الولادة الخاصة بالمركز الاستشفائي
الجهوي بني ملال، ومشروع اتفاقية شراكة بين مجلس جهة بني ملال-خنيفرة ووزارة الصحة
والحماية الاجتماعية من اجل وضع عقار رهن إشارة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية
لبناء مستشفى القرب بمركز واويزغت، وفي نفس السياق تدارس المجلس بشكل مستفيض كل
مشروع اتفاقية شراكة لأجل بناء وتجهيز ملعب لممارسة كرة القدم بجماعة عين قيشر.
وفي مجال قطاع السياحة
والشؤون الثقافية والاهتمام بالشباب تمت المصادقة على كل من مشروع اتفاقية شراكة
خصوصية بين مجلس الجهة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وشركة النقل الحضري بريما
باص PRIMBUS في
شأن دعم خدمات النقل العمومي الموجهة للشباب باقليم الفقيه بن صالح، والتي تندرج
ضمن برنامج جواز الشباب، ومشروع اتفاقية شراكة خصوصية بين مجلس الجهة، و وزارة
الشباب والثقافة والتواصل، و مؤسسة التعاون بين الجماعات فزاز، وشركة حافلات
الكرامة خنيفرة في شأن دعم خدمات النقل العمومي الموجهة للشباب باقليم خنيفرة، و
مشروع اتفاقية شراكة خصوصية بين مجلس الجهة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، و
مجموعة الجماعات الترابية "الأطلس"، وشركة حافلات الكرامة بني ملال في
شأن دعم خدمات النقل العمومي الموجهة للشباب باقليم بني ملال، بحيث سيدعم مجلس
الجهة خدمات النقل الحضري لفائدة الطلبة بالاقاليم الثلات على ان تليها اتفاقيات
خاصة بكل من خريبكة وازيلال. والى جانب ذلك صادق في نفس الاطار على مشروع اتفاقية
شراكة بين مجلس جهة بني ملال-خنيفرة وشركة التنمية الجهوية أطلس السياحية لجهة بني
ملال خنيفرة من أجل تدبير الوحدة الفندقية أوزود ببني ملال.
وفي إطار تعزيز
الديمقراطية والمواطنة، وانسجاماً مع التزامات مجلس الجهة ضمن برنامج الحكومات
المحلية المنفتحة، تم عرض عريضة جمعية مغرب المستقبل لإحداث معهد للتكوين في المهن
السينمائية لمواكبة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة. ويؤكد هذا المشروع انسجام
مجلس جهة بني ملال-خنيفرة مع تصوره وأهدافه، من خلال تفعيل الهيئات الاستشارية
بالمجلس، وتقديم الآراء الاستشارية، وإعداد برنامج التنمية الجهوية المنفتح بشراكة
مع فعاليات المجتمع المدني، إلى جانب إعلان برنامج الميزانية المواطنة، وتعزيز
التواصل الداخلي والخارجي، والرد على شكايات المواطنين وضمان الحق في الحصول على
المعلومات.
وخلال هذا الاجتماع أكدت
مكونات المجلس على تشبثها بثوابت الأمة، ونوهت بالدينامية التنموية التي تشهدها
المملكة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي
جعلت من المغرب نموذجاً رائداً في مجال التنمية المستدامة واستقطاب الاستثمارات
وخلق فرص الشغل.
وفي كلمته الختامية، جدد
رئيس مجلس الجهة التأكيد على التزام المجلس بمواصلة دعم القطاعات الاجتماعية
والاقتصادية ذات الأولوية، خصوصاً في مجالات الصحة، التعليم، السياحة، الثقافة،
الرياضة، والصناعة، بما ينسجم مع الرؤية التنموية الشاملة للمملكة. ليتم اختتام
أشغال الدورة برفع برقية ولاء واخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك
محمد السادس نصره الله وأيده بهذه المناسبة.
ولعل ما يتير انتباهنا
واستغرابنا هو أن ما ميز هذه الدورة كسابقاتها هو التغييب والإقصاء الممنهج لإقليم
خريبكة من المشاريع الكبرى والعملاقة ذات بعد استثماري ضخم ومنتج والتي يظهر أترها
في أرض الواقع من جامعات وكليات الطب والهندسة والتجارة والحقوق، ومدن الكفاءات،
ومطارات...، ومعاهد ومراكز استشفائية ومركبات رياضية التي تجلب استثمارات وتنمي
المداخيل للخزينة والخواص كغيرها من الأقاليم والتي كلفت الجهة ملايير الدراهم،
حيث أن جل المشاريع التي تهم إقليم خريبكة تبقى مجرد حبر على ورق، أو مجرد زوبعة
في فنجان، أو نفخة في رماد، لم تعرف طريقها إلى الأجرأة والتطبيق ولم تستفد إلا من
الفتات (مسالك، نافورات، سقايات، سيارات الإسعاف والنقل المدرسي، ودرجات هوائية
للتلاميذ)، ولم تستفد من الحكامة الترابية والمجالية ومن الحكامة المالية المرصودة
بالتساوي للمشاريع الكبرى المبرمجة لأقاليم الجهة. أو التي هي في طور البرمجة مما
يطرح العديد من التساؤلات حول مصير الإقليم باعتباره قطب الاقتصاد الوطني بتوفره
على أكبر منجم عالمي والذي يظم أكبر احتياطي للفوسفاط في العالم، وفي المقابل يشهد
تراجع خطير على مستوى التنمية التي زادت تفاقما مع المجلس الجهوي السابق والحالي،
واللوم كل اللوم على مكتب المجلس الجهوي ومنتخبيها في الإقليم والجهة الذين أضاعوا
عليها العديد من الفرص الحقيقية للتنمية بتصويتهم الدائم على مشاريع كبرى لأقاليم
أخرى على حساب إقليم خريبكة لكن التاريخ لن يرحم أحد كل من موقعه ومسؤوليته،
وستبرز الأيام والسنون صدق ما نقول على أمل تغيير العقليات وصعود منتخبون يتوفرون
على حس وطني لخدمة الإقليم وإخراجه من براتين التهميش والإقصاء الممنهج الذي طاله
والواضح وضوح الشمس في كبد السماء. ليبقى السؤال المطروح بإلحاح هو ما السبب في
هذا التحامل الدفين على إقليم خريبكة وعلى ساكنة الإقليم بروافده وادي زم، أبي
الجعد، حطان، بوجنيبة وبولنوار حتى لا يشهد التنمية الحقيقية التي أرادها الشعب
المغربي، وأرادتها الساكنة بالإقليم وأرادها جلالة الملك محمد السادس نصره الله
حتى لا تسير جهة بني ملال خنيفرة بسرعتان غير متوازيتان؟.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك