
أنتلجنسيا المغرب: الرباط
عممت جماعة العدل والإحسان بيانا توصلت به "أنتلجنسيا
المغرب"، عبرت فيه عن قلق بالغ تجاه ما تعرفه مدن مغربية عديدة من احتجاجات
شبابية متصاعدة، رأت فيها تعبيرا عن حالة الغضب والاحتقان الذي يعيشه الشعب، وعلى
رأسه فئة الشباب المهمش الذي ضاق ذرعا بواقع يسوده الفساد والاستبداد وغياب
العدالة.
وقال البيان
إن هذه الاحتجاجات ما هي إلا نتاج لسياسات التفقير والتهميش والريع ونهب المال
العام، والتي زادت من اتساع الفجوة بين الشعب والحاكم، وعمقت معاناة المواطنين على
مختلف المستويات.
وتحدث البيان عن التدخلات
الأمنية العنيفة التي وُوجهت بها هذه التحركات الشعبية، وما نتج عنها من إصابات
واعتقالات، منددا بالقمع المفرط الذي طال المتظاهرين، ومحملا الدولة كامل المسؤولية
عما آلت إليه الأوضاع.
كما دعا
البيان إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين، ورفض في الوقت نفسه كل أشكال العنف
والتخريب التي تسيء للمطالب العادلة وتخدم السياسات القمعية، مشددا على أن الحل لا
يكون بالقبضة الأمنية والوعود الفارغة، بل عبر إصلاح شامل يعيد الثقة ويؤسس لمرحلة
جديدة أساسها الحرية والكرامة والعدالة.
نــص البيــــان كامـــــلا :
بسم الله الرحمن الرحِيم
وصلى الله وسلم وبارك على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
جماعة العدل والإحسان الرباط
الأمانة العامة للدائرة
السياسية
بيان حول الاحتجاجات
الشبابية الجارية وما رافقها من عنف وتوتر
الحمد لله رب العالمين،
القائل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا
بِأَنفُسِهِمْ﴾
تتابع الأمانة العامة
للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان بقلق بالغ ما تعرفه عدد من المدن المغربية
من احتجاجات اجتماعية متصاعدة، تعبّر عن حالة الغضب والاحتقان التي تغشى نفوس فئات
واسعة من أبناء الشعب، وعلى رأسهم الشباب المهمش والمقصي، الذي ضاقت به السبل،
وفقد الأمل في واقع يسوده الفساد والاستبداد وغياب العدالة.
لقد جاءت هذه الاحتجاجات
نتيجة سياسات ممنهجة من التفقير والتهميش والتضييق، في وقت تعمّ فيه مظاهر الفساد
والريع ونهب المال العام، وهو ما يتنافى مع مقاصد الشريعة التي أكّدت على الكرامة
والعدل، حيث يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾
وإننا في الأمانة العامة،
إذ نُسجّل بأسى شديد الإصابات المسجلة، والعنف المفرط والتدخلات القمعية التي
قابلت بها السلطات هذه الاحتجاجات، فإننا:
ü نُحمّل الدولة وأجهزتها كامل المسؤولية عن ما آلت إليه الأوضاع، بفعل
خيارات سياسية واقتصادية فاشلة، عمّقت الفجوة بين الحاكم والمحكوم، وضربت مقومات
العيش الكريم، وضيّقت على الحريات، وأغلقت آفاق التعبير.
ü ندين بشدة القمع الذي يطال
المحتجين والمحتجات، والاستعمال المفرط للقوة بشكل يدعو للاستغراب في الدوافع
الحقيقية وراء ذلك، وندعو إلى الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين على خلفية هذه
الأحداث.
ü كما نرفض كل أعمال التخريب والعنف التي تصدر عن بعض المتظاهرين،
والتي تُخرج الاحتجاج عن مساره المشروع، وتضر بالمطالب العادلة، وتخدم السياسات
القمعية وتطرح أكثر من علامة استفهام عن مصدرها.
ü نُذكّر بأن معالجة هذه الأوضاع لا تكون عبر المقاربة الأمنية والوعود
الفارغة، بل عبر إصلاح جذري حقيقي وشامل، يُعيد للشعب ثقته، ويؤسس لمرحلة جديدة
قوامها العدالة والحرية والكرامة والمشاركة الفعلية في القرار.
ü نُهيب بكافة القوى الحية، من أحزاب وهيئات مدنية ونقابية، وعموم
الأحرار في هذا البلد، إلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية، والخروج من موقع المتفرج،
والانخراط الجاد في بناء بديل يليق بتضحيات هذا الشعب العظيم.
ü وإذ نؤكد على ضرورة الالتزام بالطابع السلمي وعدم الانجرار لأي شكل
من أشكال العنف، فإننا نعبر عن دعمنا لكل المطالب الشعبية العادلة، ونُجدد دعوتنا إلى تغيير حقيقي لا
يُبقي الاستبداد، ولا يُقصي إرادة الشعب.
قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة المائدة.
الأمانة العامة للدائرة
السياسية
لجماعة العدل والإحسان/الرباط - المغرب
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك