أنتلجنسيا المغرب: أبوملاك
في قلب جماعة تسلطانت بضواحي مراكش، تتألق تعاونية "ديكور
المشلي" كنموذج ملهم لنجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحقيق
التمكين الاقتصادي للنساء والشباب. هذه التعاونية، التي تأسست سنة 2016 وتخصصت في
فنون التطريز والخياطة، تحوّلت إلى ورشة حية تنسج الأمل وتمنح الكرامة عبر إحياء
تراث مغربي عريق وتحويله إلى مصدر دخل واستقرار اجتماعي.
مدعومة بتمويل يصل إلى 276 ألف درهم من المبادرة، مكّنت هذه
التجربة من خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لفائدة ستة أعضاء وقرابة عشرين
مستفيدًا إضافيًا، عبر تمويل تجهيزات تقنية متقدمة ومواكبة مستمرة، وهو ما أتاح
للتعاونية تطوير إنتاجها وتنويع معروضاتها لتشمل قطعًا حرفية فريدة وهدايا مصممة
يدويًا بلمسة مغربية أصيلة تجمع بين القطن الطبيعي والجلد الرفيع.
صلاح الدين المشلي، رئيس التعاونية، الذي راكم تجربة طويلة
كمقاول ذاتي، عبّر عن امتنانه الكبير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأشاد
بالدور الحاسم لأطر قسم العمل الاجتماعي بعمالة مراكش في دعم ومواكبة هذه التجربة
الرائدة التي بدأت تحظى بإقبال واسع من الزبناء المغاربة والأجانب، بفضل جودة
المنتجات وأناقتها وتفردها في سوق الصناعات التقليدية.
تجربة "ديكور المشلي" ليست سوى تجسيد مصغر لورش ضخم
أطلقه الملك محمد السادس سنة 2005، متمثل في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
التي غيّرت ملامح الفقر والهشاشة في المغرب، وأعادت الاعتبار للرأسمال البشري عبر
مقاربة ترتكز على الإدماج الاقتصادي، دعم المقاولات الصغرى، والنهوض بأوضاع
الأجيال الصاعدة عبر مشاريع ملموسة، تُحوّل الأمل إلى إنجازات قابلة للقياس.
المرحلة الثالثة من
المبادرة، التي انطلقت سنة 2018، أتت بتوجهات جديدة تستجيب لتحديات المرحلة وتراهن
على تثمين قدرات الشباب وتعزيز استقلالية النساء، كما هو الحال في تجربة
"ديكور المشلي"، التي نجحت في تحويل تراث التطريز إلى قوة اقتصادية
واجتماعية متجددة، تُعيد رسم ملامح التنمية المجالية انطلاقًا من اليد التي تُبدع
والقلب الذي يؤمن بالتغيير.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك