أنتلجنسيا المغرب:م.فهد الباهي/م.إيطاليا
في تصعيد خطير وغير مسبوق، أطلقت
جمعيات المجتمع المدني المغربي بإيطاليا صيحة استغاثة مدوية، على خلفية حملة تشهير
ممنهجة وشرسة استهدفت كرامة نساء مغربيات يقمن في الديار الإيطالية.
البيان الصادر بتاريخ 17 ماي 2025 لم
يكن مجرد إعلان استنكار، بل صرخة غضب واتهام مباشر لشبكات منظمة يقودها المدعو
"حديوي"، وصفها البيان بأنها تتغذى على دعم خفي من أطراف تكنّ العداء
للمغرب، وعلى رأسها الجارة الشرقية.
واستنكرت الجمعيات، رفقة هيئات حقوقية
ومحامين إيطاليين، الاعتداءات النفسية والتحريض العلني ضد نساء مغربيات تحوّلن
بفعل هذا السلوك الإجرامي إلى ضحايا قتل نفسي ممنهج.
المثير في هذا البيان، أنه لم يكتف
فقط بالتنديد، بل ذهب إلى تحميل المسؤوليات بوضوح، مطالبًا الدولة المغربية بتحمّل
مسؤولياتها في حماية مواطناتها في الخارج، ومناشدًا السلطات الإيطالية للتحرك
العاجل لوقف الانفلات الرقمي الذي يقوده أشخاص يهددون الأمن المجتمعي في إيطاليا.
البيان أشار إلى أن ما يقع اليوم من
نشر صور خاصة وتعليقات مهينة، يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية تُمارس عبر منصات
التواصل الاجتماعي، وهو ما يستدعي تدخل الأنتربول وتفعيل الاتفاقيات الثنائية بين
البلدين لملاحقة الجناة.
البيان الذي توصلت به "أنتلجنسيا
المغرب" حمل نبرة احتجاج حادّة، إذ لم يتردد في وصف هذه الأفعال بأنها تتعمد
تمزيق نسيج الأسر وتخريب العلاقات الزوجية، مستغلّة الهشاشة القانونية التي تسمح
بمرور هذه الجرائم في غياب تجريم حازم من طرف منصات التواصل أو من الحكومات.
لقد تحولت فيديوهات "حديوي"
- حسب البيان - إلى سلاح رقمي خطير يُستخدم لتصفية حسابات سياسية وأيديولوجية ضد
المغرب، على حساب كرامة النساء وحقوق الإنسان.
وجّه الموقعون على البيان نداءً
صريحًا من قلب أوروبا إلى الضمير الحقوقي العالمي، مشددين على ضرورة التصدي لهذا
الابتزاز الرقمي العابر للحدود، وضرورة إغلاق الحسابات التي تمارس الإرهاب
السيبراني ضد نساء الجالية المغربية.
كما لم يفتهم التأكيد على أن المعركة
مستمرة، وأن نضالهم الجمعوي لن يهدأ حتى يُرفع الظلم ويُحاكم المتورطون وفقًا
للقانونين الإيطالي والدولي، وقد حمل البيان ختمًا حاسمًا: أنه "لا تنازل عن
الحقوق - ما ضاع حق وراؤه طالب"، يقول البيان .
نـص البيــان كامـــلا:
في:
إيطاليا 17 ماي 2025
بيـــان استنكـــــــاري
على
إثر الاعتداء السافر والممنهج الذي تعرضت له مجموعة من النساء المغربيات المقيمات
بإيطاليا عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذي اتخذ طابعًا تحريضيًا ممنهجا يمس
بالكرامة الإنسانية جمعاء، ويطعن في شرف نساء يمثلن مرآة المجتمع المغربي في بلاد
المهجر، ويُشوّه صورة المرأة المغربية المناضلة والمكافحة، نُعبّر نحن، فعاليات من
المجتمع المدني بإيطاليا محامون إيطاليون وهيئات وحقوقيون مغاربة بالداخل والخارج،
عن إدانتنا الشديدة واستنكارنا العميق لهذه الحملة العدائية والمنظمة، التي تورطت
فيها جهات مقيمة بالخارج، بتواطؤ مكشوف مع أطراف حاقدة على استقرار المغرب ووحدته
المجتمعية بدعم من الجارة الشرقية.
لقد
تمادى المدعو "حديوي" ومن معه في نشر محتوى محرض على الكراهية عبر
"تيك توك"، مستخدمين صور نساء مغربيات دون إذن، ومرفقين ذلك بتعليقات
مهينة وتهديدات خطيرة، ما تسبب في أضرار نفسية وصحية جسيمة للضحايا حيث هذه الأعمال الإجرامية يمكن تصنيفها في خانة
القتل النفسي البطيء، حسب المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب بكل أنواعه، والتسبب
في مشاكل عائلية بين الأزواج وتخريب أسر.
لقد
تحولت هذه المنصات التي يقودها المدعو "حديوي" ومن معه إلى فضاء لإهانة
النساء المغربيات والمتاجرة بصورهن وأعراضهن وإبتزازهن، في ظل غياب رادع قانوني
فعال، مما يُفاقم من حجم الانتهاكات التي تطال ضحاياه يوميًا بشكل موثق
بالفيديوهات بالصوت والصورة.
وانطلاقًا
من التزامنا كنساء مكافحات وتضامننا الحقوقي والإنساني، نعلن ما يلي:
ü :
ندين بشدة كل أشكال التشهير والتنمر والابتزاز الإلكتروني ضد النساء المغربيات
بإيطاليا، ونحذر من تبعاته على التماسك النفسي والاجتماعي للجالية بالمهجر.
ü :
نعلن تضامننا الكامل مع جميع الضحايا، وندعو كل القوى المدنية والحقوقية إلى
مناهضة هذا العنف السيبراني الخطير.
ü :
نطالب السلطات الإيطالية بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين، حمايةً للضحايا
وحفاظًا على النظام العام على الأراضي الإيطالية.
ü :
نحمّل السلطات المغربية مسؤولية حماية المواطنات بالخارج، وندعوها لتوفير الدعم
القانوني والنفسي لهن والتحرك بإتجاه التنسيق مع الأتيربول الدولي للقيام بما
يلزم.
ü :
نطالب بإغلاق الحسابات المحرضة على التشهير والابتزاز، خاصة تلك التي تستهدف صورة
المرأة المغربية وخدمة أجندات عدائية من قبل الجهات المعنية.
وعليه،
إذ نؤكد أن النضال الجمعوي بديار المهجر إيطاليا مستمر في الدفاع عن كرامة الجالية
وحقوق المرأة المغربية أينما وُجدت وشقيقتها الإيطالية.
لا تنازل عن الحقوق – ما ضاع حق وراؤه طالب
عن:جمعيات المجتمع المدني المغربي بإيطاليا
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك