عاصفة قوية تجبر المغرب على تعليق الدراسة..مخاوف من أضرار جسيمة وتحذيرات من رياح عاتية

عاصفة قوية تجبر المغرب على تعليق الدراسة..مخاوف من أضرار جسيمة وتحذيرات من رياح عاتية
تقارير / السبت 08 مارس 2025 - 12:05 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر

في قرار استثنائي يعكس خطورة الأوضاع الجوية المرتقبة، أعلنت السلطات المغربية تعليق الدراسة ابتداء من يوم السبت 8 مارس 2025، وإلى غايةبداية الأسبوع المقبل في عدد من المؤسسات التعليمية بالأقاليم الشمالية للمملكة، وذلك بسبب تحذيرات رسمية من عاصفة قوية ورياح عاتية قد تصل سرعتها إلى مستويات خطيرة.

وشمل القرار كلًّا من الحسيمة، وزان، شفشاون، العرائش، طنجة أصيلة، والفحص أنجرة، وهي مناطق معروفة بتضاريسها الوعرة وقربها من السواحل، ما يزيد من احتمال تعرضها لتأثيرات العاصفة.
تحذيرات رسمية واستنفار وطني
جاء هذا القرار عقب نشر مديرية الأرصاد الجوية المغربية نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي وأحمر، محذرةً من رياح قوية قد تتجاوز سرعتها 100 كلم/ساعة، مرفقةً بأمطار غزيرة واضطرابات جوية قد تؤثر بشكل كبير على حركة السير والملاحة البحرية.

ودعت السلطات المواطنين، خصوصًا في المناطق الجبلية والساحلية، إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وتجنب التنقل غير الضروري، تحسبًا لأي طارئ قد ينجم عن تقلبات الطقس العنيفة.
وفي ظل هذه التحذيرات، سارعت السلطات المحلية إلى اتخاذ تدابير استباقية، حيث تم نشر فرق التدخل السريع بمختلف المناطق المتأثرة، استعدادًا للتعامل مع أي طوارئ قد تترتب عن العاصفة، كما تم رفع مستوى الجاهزية في المستشفيات والمراكز الصحية تحسبًا لأي إصابات أو حالات طوارئ ناتجة عن العاصفة.
إغلاق المدارس..إجراء وقائي أم خوف من كارثة؟
تعليق الدراسة في هذه المناطق يسلط الضوء على مدى خطورة العاصفة المرتقبة، والتحديات التي تفرضها التغيرات المناخية على البنية التحتية والخدمات الأساسية، إذ لم يكن قرار الإغلاق وليد الصدفة، بل جاء بناءً على توصيات لجان اليقظة الجهوية التي أكدت أن الظروف الجوية قد تشكل خطرًا مباشرًا على سلامة التلاميذ والأطر التربوية، خاصة في المناطق الريفية حيث تكون البنية التحتية أقل صمودًا أمام الأحوال الجوية القاسية.

وفي هذا السياق، عبر العديد من أولياء الأمور عن ارتياحهم لهذا القرار، معتبرين أنه يأتي في إطار حماية أرواح أبنائهم، فيما تساءل آخرون عن مدى جاهزية المدارس في المغرب لمواجهة مثل هذه الظواهر المناخية المتطرفة، خاصة في ظل وجود مؤسسات تعليمية تفتقر إلى بنية تحتية قوية يمكنها الصمود أمام الكوارث الطبيعية.
عواقب اقتصادية واجتماعية للعاصفة المرتقبة
إلى جانب تعليق الدراسة، من المتوقع أن تؤثر هذه العاصفة على قطاعات حيوية مثل الفلاحة، الصيد البحري، والمواصلات، حيث أشارت مصادر مهنية إلى أن المراكب الصيدية في موانئ الشمال تلقت تعليمات بعدم الإبحار إلى حين انقضاء العاصفة، كما ألغيت عدة رحلات بحرية بين المغرب وإسبانيا تفاديًا لأي حوادث بسبب الأمواج العاتية.
أما في المجال الفلاحي، فقد دق مزارعون في المناطق الشمالية ناقوس الخطر بشأن تأثير الرياح القوية على المزروعات، خاصة الحوامض والزيتون، حيث قد تتسبب الرياح العنيفة في اقتلاع الأشجار وإلحاق خسائر مادية جسيمة بالفلاحين.
التغيرات المناخية..هل المغرب مستعد لمواجهة الأسوأ؟
مع تزايد الظواهر المناخية المتطرفة، يطرح سؤال ملح حول مدى جاهزية المغرب للتعامل مع تداعيات هذه التغيرات، خاصة مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد العواصف والفيضانات التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.

ورغم المجهودات التي تبذلها الدولة لتعزيز قدرات الاستجابة للكوارث الطبيعية، إلا أن غياب استراتيجية وقائية شاملة يبقى نقطة ضعف، تجعل العديد من المناطق عرضة لخطر الفيضانات والانهيارات الأرضية كلما ضربت عاصفة قوية.

وفي انتظار مرور العاصفة، يبقى الحذر هو سيد الموقف، فيما تتواصل جهود السلطات لضمان أقل الأضرار الممكنة، وسط تساؤلات حول مدى قدرة البنية التحتية المغربية على الصمود أمام التقلبات الجوية العنيفة، التي يبدو أنها ستصبح أكثر تكرارًا في السنوات المقبلة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك