المغرب صمام أمان إفريقيا وشريك بريطانيا الموثوق في زمن الاضطراب

المغرب صمام أمان إفريقيا وشريك بريطانيا الموثوق في زمن الاضطراب
تقارير / الاثنين 14 يوليو 2025 - 17:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

في نبرة واثقة تعكس متانة العلاقات الثنائية، أكد الوزير البريطاني الأسبق ليام فوكس أن المغرب لم يعد مجرد شريك تقليدي للمملكة المتحدة، بل أصبح ركيزة محورية في معادلات الأمن الدولي، لاسيما بمنطقة الساحل الملتهبة. فوكس، الذي شغل مناصب سيادية في لندن، خص المملكة بإشادة قوية على بوابة "ذا ناشيونال"، واصفًا إياها بـ"الحليف الأوثق والأكثر جدارة بالثقة" في منطقة يزداد فيها التوتر وتتكاثر فيها شبكات التطرف.

المقال لم يكن مجرد ثناء دبلوماسي عابر، بل موقف صريح دعمًا لمخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لتسوية نزاع الصحراء، والذي وصفه الوزير البريطاني الأسبق بأنه "الخيار الوحيد الممكن والعملي" لإغلاق أحد أقدم النزاعات الإقليمية في إفريقيا. ليام فوكس اعتبر أن دعم بلاده لهذا المخطط، الذي أعلنه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي من قلب الرباط، يضع لندن في خانة الدول العقلانية، جنبًا إلى جنب مع واشنطن وباريس ومدريد وبرلين، في تبني رؤية واقعية لحل هذا الملف.

المثير في مرافعة فوكس ليس فقط دفاعه عن مقاربة المغرب، بل تحذيره الشديد من الخطر الداهم الذي يمثله انفصاليو البوليساريو، حيث ربط تحركاتهم بما أسماه بـ"شبكات الإرهاب العابرة للحدود"، محذرًا من أن منطق الفوضى الذي يتبناه هؤلاء يهدد استقرار شمال إفريقيا بكامله. وهو تحذير يبدو موجها للمجتمع الدولي بأسره، مطالبًا بعدم التساهل مع أجندات مدعومة من دول راعية للتطرف.

في الجانب التنموي، توقف المسؤول البريطاني السابق عند مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي اعتبره فرصة استراتيجية نادرة للتكامل التجاري بين إفريقيا وأوروبا عبر بوابة مغربية آمنة. وشدد على أن هذه المنشأة الكبرى تمثل ركيزة أساسية للمبادرة الأطلسية المغربية، التي تهدف إلى فك العزلة عن دول الساحل وتمكينها من منفذ اقتصادي يفتحها على الأسواق الدولية.

وفي ختام مقاله، أكد فوكس أن توقيت دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي ليس صدفة، بل قرار استراتيجي ينطوي على رسالة واضحة للمستثمرين والمؤسسات المالية: المغرب عنوان للاستقرار، وأرض خصبة للمشاريع الكبرى. وبذلك، لا يرى فوكس في المملكة مجرد شريك تاريخي، بل مستقبلًا واعدًا لبريطانيا في إفريقيا ما بعد البريكست.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك