أنتلجنسيا المغرب / فهــد الباهــي . إيطاليا
جاء في تقريرمفصل صادر عن "الشبكة
المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة"، المنضوية تحت لواء
المنظمة الدمقراطية للشغل " ODT
"، حيث أكد أنه تستمر حملة التلقيح الوطنية ضد الحصبة في
المغرب في تحقيق نجاحات ملحوظة، حيث سجلت تراجعًا في الإصابات والوفيات.
وقال "لطفي " ومع
ذلك، لا يزال هناك تحديات تواجه الجهود المبذولة، بما في ذلك ظهور حالات جديدة
تشير إلى وجود ثغرات في التغطية، يتطلب الأمر تكثيف الجهود لتحقيق مناعة جماعية
تتجاوز 95% من السكان، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
وأكد
"الشبكة" على أنها تعتبر المشاركة الفعالة للقطاع الخاص والمجتمع المدني
أمرًا حيويًا في هذه الحملة، لتعزيز التوعية وزيادة التغطية الصحية. يجب أن تعمل
الحكومة على إرساء شراكات حقيقية بين القطاعين العام والخاص، وضمان استدامة
الحملات الوقائية، لتعزيز الصحة العامة وحماية المجتمع من مخاطر الحصبة.
الشبكة المغربية للدفاع عن
الحق في الصحة والحق في الحياة .
حملة التلقيح ضد الحصبة في
المغرب: الإنجازات والتحديات والدور الرئيسي للقطاع العام
سجلت حملة التلقيح الوطنية
ضد الحصبة -بوحمرون - التي يقودها القطاع العام تراجعًا ملحوظا في أرقام الإصابات
والوفيات الناتجة عن الحصبة، مما يدل على فعالية وأهمية حالة الطوارئ الصحية
والإجراءات المتخذة في تنسيق وشراكة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والتربية
الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والداخلية.
ضمن خطة متعددة المحاور
وقائية وعلاجية تستهدف الحد من انتشار المرض وتوسيع الحملة الوطنية للتلقيح،
واستدراك التطعيم في جرعتين، همت أزيد من 10 ملايين طفل اقل من 18 سنة ... ورغم أن
الفيروس لا يزال يتسبب في ظهور حالات جديدة ووفيات بالمستشفيات بعدة جهات من
المملكة، مما يشير إلى استمرار وجود ثغرات وبؤرة لم تتم بعد تغطيتها مع ما تطرحه
العملية الصحية من تحديات الرصد والتعبئة والمواجهة والوقاية والمناعة الجماعية او
مناعة القطيع والتوعية الجماعية بالجدول الزمني للتلقيح .
وفي هدا
السياق تأكد مرة أخرى الدور الرئيسي والطلائعي الهام الدي يلعبه
للقطاع العام في إنجاح خطة الحملة المكثفة التي قامت بها وزارات الصحة
والداخلية والتعليم ،بتنسيق جهود ميدانية كتجربة كوفيد-19 ، حيث عمليات
الرصد وكشف الأطفال غير الملقحين عبر آليات مراقبة فعالة
أهمها فحص الدفاتر الصحية واغلاق المؤسسات التي تشكل بؤر وبائية
وعزل المصابين ، و فرق طبية وتمريضية متنقلة قامت بالتلقيح المباشر في
المناطق المستهدفة، حتى خارج المؤسسات الصحية، مما سهل الوصول إلى المناطق
النائية أو المهمشة، للحصول مجانا على اللقاح ، مما يعكس
التزامًا صحيًّا واجتماعيًا، لكنه يثير تساؤلات حول الاستدامة مع محدودية الموارد
والتكلفة المالية ، في الوقت الدي ظهر فيه حضور القطاع الطبي
والتعليمي الخاص باهتا وغياب مشاركته كسابقة جائحة كوفيد -19 التي ركز
فيها ، فقط على الربح من علاج الحالات بدلًا من المساهمة
في الوقاية، وغياب مقاربة التكامل والشراكة الحقيقية
بين قطاع وقطاع خاص، التي ظلت شعارا للاستهلاك
الإعلامي في قطاع الصحة ، مما فوت الفرصة تعزيز التغطية الشاملة، خاصة في
المناطق التي يتمتع فيها القطاع الخاص ببنية تحتية قوية.
وهو ما يطرح على المنظومة
الصحية مجددا ضرورة وضع سياسات تُلزم أو تُحفز القطاع الخاص على المشاركة في
المبادرات الوقائية، مثل الحملات التلقيحية، او غيرها من الأمراض المعدية والمزمنة
لضمان عدالة الخدمات الصحية وتعزيز الشراكات بين المدارس الخاصة والعامة لتعزيز
الوعي والتلقيح.
والاستثمار في الفرق
المتنقلة والأطر الطبية والتمريضية بالقطاع العام العامة لضمان استمرارية الحملات
الوقائية واعتماد آليات تمويل مستدامة، الدعم الحكومي لتخفيف العبء عن القطاع
الصحي العام. لتحقيق مناعة القطيع (95%) يتطلب عدم إهمال أي فئة، مما يستدعي تعبئة
جميع الجهات، بما فيها المنظمات غير الربحية والمجتمع المدني.
ان نجاح الحملة في خفض
الإصابات يؤكد فعالية استجابة القطاع العام، لكن استمرار ظهور حالات جديدة يعكس
تحديات تتعلق بغياب التكامل مع القطاع الخاص.
يتطلب القضاء على الحصبة
نهجًا شموليًا يعالج الثغرات التشغيلية والتمويلية، مع تعزيز المسؤولية المشتركة
بين جميع الأطراف التمييز بين القطاعين العام والخاص: إذا كان القطاع الخاص يُحقق
أرباحًا من العلاج، فمن الظلم أن يُترك العاملون في القطاع العام يتحملون تكاليف
الحملات الوقائية من مواردهم الشخصية تأثير سلبي على جودة الخدمة: الإرهاق المالي
والنفسي قد ينعكس سلبًا على أداء الفرق الطبية أثناء الحملات.
فمن الضروري والواجب التعامل
مع العاملين الصحيين كـ"أبطال" يجب أن يترجم إلى أفعال، وليس خطابات
إعلامية.
بمنح جميع الأطباء والممرضين و الأطر ،
الذين شاركوا في الحملة وأحيانا باستخدام وسائلهم الخاصة ، تعويضات
ومكافآت مالية ، تقديرًا الجهد الاستثنائي الذي قاموا به بمسؤولية ووطنية عالية .
وهو مطلب عادل وضروري للإنصاف والتشجيع على مواجهة الأزمات المقبلة
وخلاصة فالصحة مسؤولية جماعية ، و إن
نجاح الحملة يثبت جدارة القطاع العام، في مواجهة الأزمات الوبائية والكوارث
الطبيعية, لكن استمرار تفشي وباء الحصبة يؤكد أن المعركة لم تُحسم
بعد. و ندعو بالتالي جميع الفاعلين إلى تبني مسؤولياتهم، لأن تحقيق
"المناعة الجماعية" يتطلب تضامنًا وطنيًا يُذيب الفوارق بين
القطاعات و مشاركة الجميع لا ان نترك ثقل الحمل على القطاع العام في
الأزمات والكوارث و القطاع الخاص مجال الاستفادة منها
فعلى الحكومة مواصلة حالة الطوارئ
الصحية بانتظام للحد من تفشي هذا الوباء الخطير في إطار حملة استدراكية
للتمنيع التلقيح ضد داء الحصبة للأطفال دون سن 18 عاما وضمان تغطية
تصل إلى 95 % بمختلف ربوع المملكة باعتبار ان تسعة من كل عشرة أشخاص
غير محصنين يصابون بالعدوى بعد التعرض للفيروس ويمكن الوقاية من الحصبة من
خلال الحصول على جرعتين من لقاح الحصبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15
و18 شهراً ،بجانب القيام بالتدابير العلاجية للمصابين لتفادي
مضاعفات خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ قد تؤدي للوفاة والعمى .
وخاصة لدى الأشخاص الأكثر
عرضة: الأطفال دون خمس سنوات والنساء الحوامل والمسنين والدينين يعانون من سوء
التغذية وضعف المناعة مثل المصابين بسرطان الدم أو فيروس نقص المناعة البشرية
• إلزام العيادات والمستشفيات والمدارس
الخاصة بدعم الحملات بتوفير سيارات أو تمويل جزئي، كجزء من المسؤولية المجتمعية
للقطاع الصحي مسؤولية مؤسساتية
• تكثيف الحملات الاستدراكية لاستهداف
الفئات غير الملقحة، خاصة في المناطق ذات الخدمات المحدودة.
• تعميم التلقيح المجاني للفئات الأكثر
عرضة (كالأطفال دون 5 سنوات والحوامل).
• إنشاء منصة رقمية لمتابعة التغطية
التلقيحية والكشف عن الثغرات.
• مواصلة التصدي للشائعات والمعلومات
المغلوطة والكاذبة والمضللة حول سلامة و فعالية وأهمية
وجودة اللقاح في التمنيع ضد الفيروس وخطورته ومضاعفاته القاتلة
علي لطفي
رئيس الشبكة المغربية للدفاع
عن الحق في الصحة والحق في الحياة
الرباط في 26 فبراير 2025
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك