
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى
الأمم المتحدة، عمر هلال، أن الصحراء المغربية أضحت اليوم، بفضل الرؤية المتبصرة
لجلالة الملك محمد السادس، نموذجًا مشرقًا لوحدة الوطن واستقراره، وفضاءً للسلام
والاندماج الإفريقي والتنمية المشتركة، وهي تتأهب لتخليد الذكرى الخمسين للمسيرة
الخضراء التي أنهت عهد الاستعمار وكرست السيادة الوطنية على كامل التراب المغربي.
وأوضح هلال، في كلمة أمام اللجنة
الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المغرب منذ سنة 1975 اختار نهج البناء
والتعمير بدل النزاع والمواجهة، فحوّل أقاليمه الجنوبية إلى أقطاب للتنمية
الاقتصادية والبشرية، مؤكدًا أن الصحراء اليوم ليست موضوع نزاع، بل مجال يحتضن
مشاريع عملاقة ومبادرات إفريقية طموحة تُجسد معنى التكامل الإقليمي في أبهى صوره.
وأشار السفير إلى أن الاحتفال المرتقب
بذكرى المسيرة الخضراء الخمسين يأتي في سياق وطني وإفريقي متجدد، يُبرز أن الصحراء
المغربية كانت وستبقى أرضًا للسلام، وأنها تمثل اليوم قاعدة استراتيجية للتعاون
جنوب–جنوب، بفضل السياسة الإفريقية الحكيمة لجلالة الملك التي جعلت من المغرب
شريكًا موثوقًا في تحقيق التنمية القارية.
وفي رده على بعض الأطراف التي لا تزال
تردد مواقف متجاوزة، شدد هلال على أن الصحراء مغربية منذ الأزل، وأن الارتباط
الوثيق بين العرش والشعب جعل منها رمزًا للوحدة والسيادة، مضيفًا أن محاولات
التشكيك في هذه الحقيقة التاريخية لا تعدو أن تكون هروبًا إلى الأمام من واقع ثابت
أقره التاريخ والجغرافيا والشرعية القانونية.
كما أبرز أن الأقاليم الجنوبية تعرف
طفرة تنموية غير مسبوقة، تتجلى في مشاريع كبرى كالميناء الأطلسي بالداخلة، والطريق
السريع تيزنيت–الداخلة، ومحطات الطاقة المتجددة، والجامعات ومراكز البحث العلمي،
مشيرًا إلى أن هذه الإنجازات تجعل من الصحراء المغربية ركيزة محورية للانتقال
الطاقي والاندماج الاقتصادي الإقليمي.
وبخصوص مزاعم تقرير المصير، أوضح
السفير أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تشكل تجسيدًا حقيقيًا لهذا
المبدأ في بعده الأممي الصحيح، إذ تضمن للساكنة تدبير شؤونها في إطار السيادة
الوطنية، وفق مقاربة ديمقراطية ومؤسسات منتخبة وسلطة قضائية مستقلة، مؤكدًا أن هذه
المبادرة لاقت دعمًا دوليًا متزايدًا من مختلف القارات لواقعيتها ومصداقيتها.
وشدد هلال على أن حق تقرير المصير لا
يعني الانفصال، بل يعبر عن حق الشعوب في تسيير شؤونها ضمن دولها الموحدة، مستندًا
في ذلك إلى القرار 1514 للأمم المتحدة، الذي يؤكد احترام وحدة الدول ذات السيادة.
وأضاف أن المغرب ظل ملتزمًا بالحوار وبمقاربة سلمية واقعية، في مقابل أطراف لا
تزال تراهن على الجمود وتطيل أمد النزاع خدمة لحسابات ضيقة.
وأكد السفير أن الصحراء المغربية
أصبحت قطبًا للأمن الإفريقي ومركزًا للتعاون جنوب–جنوب، بفضل المبادرات الملكية
الكبرى مثل المشروع الأطلسي لتنمية بلدان إفريقيا الأطلسية، وأنبوب الغاز
نيجيريا–المغرب، والمبادرة الملكية لتنمية منطقة الساحل، وهي مشاريع تُجسد البعد
الإنساني والاستراتيجي للرؤية الملكية في بناء فضاء إفريقي مزدهر ومتكامل.
واختتم عمر هلال كلمته بالتأكيد على
التزام المغرب الصادق تجاه الأمم المتحدة وسعيه الدائم لإيجاد حل سياسي دائم
وواقعي تحت رعايتها الحصرية، مستشهداً بدعوة جلالة الملك محمد السادس إلى حل “لا
غالب فيه ولا مغلوب”، يحفظ كرامة الجميع ويطوي صفحة النزاع المفتعل، ليبقى المغرب
كما كان دائمًا، أرض السلام والوحدة، ونبراس الاستقرار في إفريقيا والعالم.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك