
أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
أكد إعلان مالابو أن مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية
التي تقدم بها المغرب، هي الحل الواقعي والوحيد لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء
المغربية، لما تحظى به من مصداقية وجدية، ولما تحمله من دعم دولي واسع يعكس الثقة
المتنامية في الطرح المغربي المتوازن والعادل.
جاء هذا الموقف الصريح خلال افتتاح الدورة العادية الثانية
لبرلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا، حيث تم تثبيت دعم هذه المنظمة
الإقليمية لموقف المغرب الواضح والداعم للوحدة الترابية والسيادة الوطنية الكاملة
للمملكة على كافة أراضيها، وهو ما يشكل انتصارًا جديدًا للدبلوماسية المغربية تحت
القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.
الإعلان الذي وقعه محمد ولد الرشيد عن مجلس المستشارين المغربي،
ورئيس برلمان سيماك إيفاريست نغامانا، حمل في طياته تأكيدًا على عمق الروابط
التاريخية والإنسانية التي تجمع المغرب بدول إفريقيا الوسطى، في ظل سياسة الانفتاح
الإفريقي التي تبناها المغرب منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي، والتي جعلت من
المملكة شريكًا موثوقًا ومؤثرًا في القارة.
إعلان مالابو لم يكن مجرد بيان بروتوكولي، بل جاء كترجمة فعلية
لمسار طويل من التعاون البرلماني والاقتصادي، انطلق من الرباط وتكرس في العيون،
حيث شهدت النسخة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي المغربي – سيماك إطلاق مشاريع
للتبادل الاقتصادي والبرلماني والتنموي، مما جعل من التجربة المغربية نموذجًا
يحتذى به في العمل البرلماني الإفريقي المشترك.
كما أبرز الإعلان أن منتدى العيون، الذي انعقد تحت الرعاية
السامية للملك محمد السادس، شكّل لحظة تاريخية لتقاطع الدبلوماسية البرلمانية
بالدينامية الاقتصادية، وأسهم في وضع أسس متينة لشراكة جنوب – جنوب حقيقية بين
المغرب ودول سيماك، تستند إلى التنمية المشتركة وتبادل الخبرات وتعزيز الاستثمارات
الإفريقية – الإفريقية.
من جهة أخرى، ثمّن رئيس برلمان سيماك الدور الريادي الذي يضطلع
به مجلس المستشارين المغربي في ترسيخ الدبلوماسية البرلمانية جنوب – جنوب، مؤكدًا
أن المغرب أصبح اليوم مركز إشعاع للتعاون البرلماني الإفريقي، بفضل مبادراته
المبتكرة في مجال الحوار المؤسسي وبناء الجسور بين القارات.
وأشاد إعلان مالابو كذلك بحضور مجلس المستشارين في مختلف
المنتديات الدولية والإقليمية، لا سيما في القمة البرلمانية "أفرولاك"،
مما يكرس مكانة المغرب كفاعل أساسي في المشهد البرلماني العالمي، ويعزز موقعه كصلة
وصل بين إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية.
الإعلان شدد أيضًا على الرغبة المشتركة في مواصلة تعزيز التعاون
البرلماني، عبر تبادل الخبرات وتنفيذ برامج مشتركة لتطوير قدرات البرلمانيين
والإداريين، مستفيدين من منصة مجلس المستشارين للحوار جنوب – جنوب التي أصبحت
مرجعًا مؤسساتيًا في العمل البرلماني الإفريقي.
كما أعلن الطرفان عن تنظيم النسخة الثانية للمنتدى البرلماني
الاقتصادي المغرب – سيماك بمدينة العيون سنة 2026، لتتوج الدينامية المتصاعدة
للعلاقات المغربية – الإفريقية، ولتؤكد مجددًا أن الأقاليم الجنوبية ليست فقط قضية
وطنية، بل منصة استراتيجية لربط شمال إفريقيا بعمقها الإفريقي.
إن إعلان مالابو لم يأت من
فراغ، بل هو نتيجة لمسار ملكي متبصر جعل من الدبلوماسية البرلمانية رافعة للتكامل
الإفريقي، ومن الصحراء المغربية منارة للتنمية المشتركة، لتثبت المملكة مرة أخرى
أن صوتها مسموع في القارة وأن مشروعها التنموي والسيادي بات نموذجًا يُحتذى به في
إفريقيا بأسرها.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك