
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في خطوة رمزية تعبّر عن صعود الكفاءات ذات الأصول المهاجرة إلى
مراكز القرار في فرنسا، أعلنت الرئاسة الفرنسية عن تعيين المحامية الفرنسية من أصل
مغربي نعيمة موتشو وزيرةً للتحول
والعمل العام والذكاء الاصطناعي والرقمنة، ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة، لتكون
بذلك واحدة من أبرز الوجوه النسائية التي تجمع بين الخبرة القانونية والرؤية
الرقمية الحديثة.
ولدت نعيمة موتشو في أسرة مغربية بسيطة هاجرت من مدينة ورززات
إلى فرنسا خلال خمسينيات القرن الماضي بحثًا عن لقمة العيش. لم يحظَ والداها بفرصة
التعليم، لكنهما أورثا ابنتَهما إصرارًا لا يلين على التعلم والنجاح، فحوّلت حرمان
الأسرة من التعليم إلى دافع نحو التفوق، لا إلى عذر للفشل.
منذ طفولتها، حملت نعيمة حلمًا يتجاوز حدود الجغرافيا والظروف،
فقد كانت تدرك أن طريقها نحو التمكين لا يمر عبر الانتماء الطبقي أو العائلي، بل
عبر الاجتهاد والمعرفة. درست القانون بإصرار، وتدرجت في مسار مهني صعب حتى أصبحت
محامية مرموقة تُعرف بصلابتها في الدفاع عن العدالة الاجتماعية وحقوق المرأة
والمهاجرين.
اختيارها لحقيبة التحول والعمل العام والذكاء الاصطناعي ليس
صدفة، فنعيمة تنتمي إلى جيل جديد من السياسيين الذين يجمعون بين الحس الإنساني
والرؤية المستقبلية، وتدرك أن الرقمنة اليوم لم تعد ترفًا، بل وسيلة لبناء دولة
أكثر عدلاً وفعالية.
قصة نعيمة موتشو ليست فقط
حكاية نجاح شخصي، بل هي مرآة تعكس قدرة أبناء المهاجرين المغاربة على التميز حين
تُمنح لهم الفرصة. إنها صورة أخرى من صور الحلم المغربي الذي يعبر البحار، ليؤكد
أن الانتماء الحقيقي ليس جواز السفر، بل ما يحمله المرء من قيم وكفاءة وإصرار على
صناعة التغيير.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك